عزيزي الدارس، سبق لك في السنة الثانية الثانوية أن تعرفت إلى المجاز المرسل،
والمجاز العقلي، فحاول أن تبينهما فيما يلي :
1 – بَنتِ الحكوم ُ ة كثيرًا من المدارس.
2 – قال الله تعالى :
( ويا َقومِ ا سَت ْ غفِر وا رب ُ ك م ُثم ُتوبوا إَِليهِ يرسِلِ ال سما ء عَلي ُ ك م مِد رارًا ) 1
الشرح و الاستنتاج :
1 – بنتِ الحكوم ُ ة كثيرًا من المدارس .
في الإسناد مجاز عقلي علاقته ال سببية، لأ ن العقل هو الذي يحكم بأ ن الحكومة ليس
من شأنها هذا البناء، بل هو من اختصاص العمال.
-2 ( يرسِلِ ال َّ سما ء عَلي ُ ك م مِد رارا ).
المقصود بالسماء المطر، ففي إطلاق السماء على المطر مجاز مرسل علاقته
المحلية.
.
إذن ما المجاز المرسل، ما المجاز العقلي؟
المجاز المرسل هو الكلمة المستعملة قصدا في غير معناها الأصلي لعلاقة غيرا
لمشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي.
و المجاز العقلي هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير صاحبه، لعلاقة مع قرينة
تمنع أن
بلاغة المجاز المرسل و المجاز العقلي :
إذا تأملت أنواع المجاز وجد َ ت أّنها من الوسائل التي تساعد على بلاغة التعبير،
وعلى جماله، و حسن وقعه في نفوس المتذوقين. فلو قال قائل : لفلانٍ عل ي يد لن
أنساها أبدا، فالمقصود من هذا الكلام أ ن فلاًنا من الناس قدم معروًفا لهذا القائل،
وهذا المعروف كان ذا أثر عظيم في نفسه، فهو يعترف بحسن صنيعه، وجميل
عمله، سيبقى دائ ما يذكر فضله مدى حياته .
و لو سمعت قائلا يقول : إ ن العد و بثَّ عيونَ ه في كلَّ مكان.
فإ ن العين في هذا القول ليست عض وا صغيرًا في جسم الإنسان، بل هي الإنسان
كّله، وعيون العد و هنا في الحقيقة جواسيسه.
فالعين جزء من الجاسوس، يستعين بها ليرى ما يحدث في البلاد الأخرى، ثم ينقل
ما رأى إلى بلاده.
لا ش ك أ ن الإيجاز في التعبير نوع من أنواع البلاغة، و هناك مظهر آخر لجمال
الأسلوب هو المهارة في تخير العلاقة بين المعنى الأصلي و المعنى المجازي،
بحيث يكون المجاز مص و را للمعنى المقصود خير تصوير كإطلاق العين على
الجاسوس، و الأذن على سريع التأثر بالوشاية .
إ ن قولك : س رني الزمان، و أضاءت الغرفة، وازدحمت الشوارع، وغير ذلك امتداد
بالخيال إلى آفاق لا تبُل ُ غها العين، وإثارة للنفس إلى حدود موغلة في عالم النشوة،
و الفرحة و تشخي ص ل مج ردات كانت لولا هذا الأسلوب كلمات مقصوصة الجناح،
محروم ً ة من كلّ عوامل السم و و الت حليق.
وإذا تدبرت أنواع المجاز المرسل و العقلي، وجد َ ت أّنها لا تخلو من مبالغة بديعة
ذات أثر في جعل المجاز رائ عا خ