*ღ مملكهة عالم الانمي ღ*
بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . P_88crnq1
*ღ مملكهة عالم الانمي ღ*
بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . P_88crnq1
*ღ مملكهة عالم الانمي ღ*
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مملكهة عالم الانمي ♥
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز .

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿
أميرة جَديدة..!ّ
أميرة جَديدة..!ّ
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿


مسآهمـآتــيً $ : : 340
عُمّرـيً : : 18
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/08/2015

بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . Empty
مُساهمةموضوع: بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز .   بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 21, 2015 2:21 am


كنسمات الصيف العابرة ...

كذرات القطن التي تمطرها السماء أيام الشتاء ..

كأوراق الخريف الملونة الزاهية ..

وكبراعم زهرة الربيع ...

كانت همساتهم .. ضحكاتهم .. ودموعهم

امتزجت مشكلة سيمفونية الحياة

بكل عذوبتها وقسوتها وبكل ماحوته مكوناتها الفريدة

اجتمع قلبيها واختلط دمهما .. لتبدأ قصتهما معها

تتحدى عواصف الشتاء وهجير الصيف وسطوة الزمن القاسي

فهل سينصفهما القدر ؟.. أم أنه سيخوض بهما وبنا عباب البحر

ونحارب أمواجه لنصل لشاطيء الحياة ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿
أميرة جَديدة..!ّ
أميرة جَديدة..!ّ
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿


مسآهمـآتــيً $ : : 340
عُمّرـيً : : 18
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/08/2015

بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . Empty
مُساهمةموضوع: رد: بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز .   بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 21, 2015 2:21 am

الفصل الاول \\ مرحبا اوسكار


تراقصت تلك البتلات الزهرية في الهواء على أنغامها الجميلة

والتي امتزجت عذوبتها بمشاعر اختلجت روحها النقية الصافية

بينما كفها الناعمة تمسح على وليدها الذي لايزال يرقد في أحشائها ...

ذلك القرص المشع الذي تصدر السماء أطلق العنان لخيوطه الذهبية

لتنعكس على عينيها البندقيتين وتزيد من بريقهما الأخاذ

وخصلات شعرها الأبنوسي تتراقص مع تلك النسمات العليلة التي انبعثت في الأرجاء

مضيفة على ذلك الجمال سحراً جديداً ...

نطق ثغرها بينما عيناها تطوفان تلك البقعة الواسعة تملأها الحقول المتنوعة الأشكال والأحجام :

|| أترى حبيبي .. هناك يعمل والدك وجدك .. وجميع من في قريتنا الصغيرة

يعمل بجد ليحصد خيرات الربيع ..

حينما تكبر .. ستعمل معهم ايضاً .. أليس كذلك ؟ ||

رسمت ابتسامتها الجميلة على شفتيها بينما القت بصرها على جنينها

وأخذت تقص له حكاياها الجميلة كعادتها .. وتروي أمنياتها ...

في الجانب الآخر ... كانت عيناه ترقبانها وتلك الابتسامة السعيدة لاتفارقه

ناداه ذلك الرجل العجوز بنبرة متذمرة : عد الى عملك وكفاك لهواً


التفت له بفزع ليقول بسرعة : آه بأمرك

عاد يعمل بسرعة من جديد .. ورغم ذلك ..

لم يتمكن من منع عيناه من الالتفات لزوجته الحبيبة بين الحين والآخر ليطمئن عليها

بينما كانت النسوة تثرثرن كعادتهن بينما يعملن بأحاديث شتى

ألقت احداهن بصرها نحوه لتتنهد بيأس وتقول بابتسامة عريضة :

يبدو أنه سيُوبخ للمرة العاشرة هذا اليوم .. لاينفك عن التحديق بها


أجابتها أخرى بينما تحمل تلك السلة الكبيرة المليئة بحبات البطاطا الطازجة :

لا أعلم مالذي يخشاه وهي تجلس على مقربة منا .. وكأنما تحيط بها الوحوش

ضحكت كلتاهما لتعودا للعمل من جديد وهما تتسامران




لم تكن احداهن لتمل من الثرثرة وقد أصبح ذلكما المسكينان حديثهن

هبت الريح قوية لوهلة .. وحركت معها اأغصان الشجر

واذا بتلك الزهور الربيعية الزاهية تتناثر عليها بصورة بديعة

رفعت رأسها لتنظر لها بابتسامة سعيدة وقد مدت يدها علها تلتقط شيئاً منها

توقفت الرياح تدريجياً وقد سكنت الأصوات في تلك الفترة القصيرة

ليعود الجميع لضجيجهم من جديد وأحاديثهم التي لاتنتهي

بينما كانت تحدق بيدها بدهشة أتبعتها بابتسامتها الجميلة

لتضع زهرتي الكرز اللتان سقطتا بكفها في منديلها بسرعة

خبئت المنديل بجيب ثوبها ونهضت بثقل وهي تستند للشجرة

نظرت ناحية الحقول من جديد وألقت ببصرها على زوجها الذي كان بدوره ينظر لها

لتتلاقى عينيهما وكل يبتسم للآخر بسعادة وكأنما يحكي له عن أحواله في تلك اللحظة

فجأة .. انقبضت أحشائها وأحست بالألم يمزقها

أغمضت عينيها بقوة بينما تضع يدها على بطنها ..

لتئن بعدها محاولة كتمان تلك الآلام المفاجئة التي اعترتها

بينما كان ينظر لها بتساؤل وقلق .. وماان رآها تجثو على الأرض حتى القى بما في يده

وأسرع نحوها تتبعه نظراتهم القلقة لتقول احدى النساء : مالذي يجري ؟


أجابتها أخرى ببرود : أظنها مُشرفة على الولادة ..

نظرت لها بدهشة وتساؤل وهي تقول : وهل أتمت شهور حملها ؟

التفتت لها الأخرى من جديد نظراتها المعتادة لتقول بعد صمت قصير : أظن ذلك

واذا بصوته يقاطعهما : ليساعدني أحدكم .. آريا تلد !!

نظرت كلتاهما له بدهشة لتسرعا بعدها مع البقية ليقدموا يد العون





صوت خطواته قطع ذلك الصمت الذي ساد الأجواء

والقلق يجتاح صدره كما السهام توشك ان تخترق قلبه

بينما كانت عيناه ترقبان ذلك الباب بين الفينة والأخرى

تنفس الصعداء محاولاً الهدوء دونما فائدة

فصوت صراخها وأنينها يضج مسامعه فتضطرب دقات قلبه أكثر فأكثر

ومع كل لحظة تمر عليه يزداد ذلك الشعور المختلط المشوش بداخله

مضت ساعات وهو على هذه الحال حتى جائه صوت ذلك العجوز

محاولاً محو بعضٍ من ذلك القلق والخوف الذي تملكه

- لاتقلق ستكون بخير .. ليست أول امرأة تلد


أجابه بقلق شديد : أعلم هذا لكنه ابننا الأول كما أن جسدها ضعيف .. قلق عليها .. أخشى ...

قطع حديثه صوت بكاء الطفل الذي بدا لهما جلياً من تلك الغرفة

التفت الى الباب بسرعة ودقات قلبه تتسارع كما لو كان يجري لأميال

فتح الباب ليحاول الدخول لولا تلك المرأة السمينة التي اوقفته معارضة

- ماذا تريد .. لم ينته الأمر بعد


قالتها بحدة مخيفة ليقول لها معارضاً باستياء :

ماذا تقصدين لقد أنجبت ابني وأنا زوجها وأريد الاطمئنان عليها لايمكنكِ منعي

أجابته ببرود ونظراتٍ شرسة : لن تفعل فلم ينته الأمر بعد هيا اخرج اخرج

واخرجته لتغلق الباب خلفه بينما كان ينظر باستياء شديد

- هذا ليس عدلاً أنا زوجها .. لا يحق لهذه الشمطاء منعي

ربت العجوز على كتفه مواسياً ليستمر انتظارهما فترة أخرى بقي فيها بحال أشد مما مضى

فالحيرة التي اعترته والهواجس التي انتابته أرهقت قلبه وعقله

ليسمع صوت بكاء طفل من جديد ..

نظر بدهشة للغرفة دون ان يعي مايحدث ..وماهي الا لحيظات حتى خرجت تلك السيدة من جديد وهي تقول بانتصار : الآن بامكانك الدخول


أسرع نحو الغرفة دونما تفكير ليدخلها بلهفة

رمقته بنظراتها المتعبة ووجهها الشاحب بينما تزين شفتيها ابتسامتها الجميلة

وقد احتضنت رضيعتيها بحنان تسندها احدى السيدات معينة لها على الجلوس

اقترب والذهول يغلف تعابيره الهادئة ليقول دونما وعي : طفلان ؟!!

اومأت له بالايجاب ولما تزال تبتسم بسعادة رغم إعيائها لتقول بصوت متعب :

||فتاتان جميلتان ||


أجابها ولا يزال على حاله تلك : فتا..تان ؟!!

أومأت له بالايجاب مجددأ بسرور

كرر سؤاله من جديد عدة مرات ليبتسم بعدها بسعادة غامرة ويجلس أمامها وهو يتأملهما

ويقول بحب وحنان : مرحباً بكما .. مرحباً طفلتاي .. آريا أصبح لدينا ابنتان في مرة واحدة

ضحكت بلطف على مظهره الطفولي لتستلقي بعدها بتعب بمعونة من تلك السيدة

بينما أخذت أخرى الطفلتين ليقوموا بتجهيزهما وتحميمهما وعيناه لاتزالان ترقبهما بسرور

نظر بعدها لزوجته ليقول بحب وحنان بينما يمسك كفها :

- شكراً لكِ آريا .. قمتِ بعمل عظيم حقاً .. حمداً لله على سلامتكِ


نظرت له بذبول وابتسامة ممتنة بينما تغمض عينيها تدريجياً

لتغفو سريعاً وقد غلف الارهاق ملامح وجهها الجميل

غطاها جيداً ليقبل بعدها جبينها ويتأملها بارتياح ....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿
أميرة جَديدة..!ّ
أميرة جَديدة..!ّ
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿


مسآهمـآتــيً $ : : 340
عُمّرـيً : : 18
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/08/2015

بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . Empty
مُساهمةموضوع: رد: بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز .   بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 21, 2015 2:22 am

الفصل الثاني \\ فاقد الشئ لا يعطيه

ريشة طائرنا تتراقص
وتغني الــــــحان الصيف
نامي بسلام يامـــــاما
ولتحلمي بهدايا الطيف

كانت تغني بصوتها الدافيء الحنون وهي تمسح على شعر تلك الطفلة الجميلة

والتي غفت في حجرها ببراءة ..

تأملتها بحب وقبلت جبينها ثم وضعتها على الفراش وغطتها بذلك الغطاء الدافيء

واذا بشخص يجلس بجانبها بسرعة مما افزعها فالتفتت باستياء

- عزيزي كدت توقظها .. افزعتني بحق

تجاهلها بينما كان يتأمل الطفلة وهو يحتضن الاخرى ليقول بتعجب :

ياااه اني محق حتى لونهما مختلف .. أي توأمٍ هذا ؟

نظرت له آرياكو بتساؤل : ماذا تقصد ؟ الا زلت تبحث عن الفرق بينهما ؟

اومأ لها بالايجاب بفخر وتربع واضعاً طفلته على فخده

بينما كانت الاخيرة تعبث بالقلم الذي علقه والدها بجيب قميصه

- انهما حقاً مختلفتان .. بل انني اكتشف كل يومٍ اختلافاً جديداً بينهما ..

انظري هانا تشبهكِ كثيراً بلون شعرها الحريري الداكن وبشرتها الناصعة البياض

وكذا لون عينيها البندقي .. وبهدوئها كذلك وطباعها المملة

قاطعته باستياء : اتقصد اني مملة ؟ !

اجابها ببرود : اممم اجل .. بينما حبيبتي الجميلة هارو

وضمها اليه بسعادة ليكمل : تشبهني كثيراً .. شعرها وان لم يكن حريرياً جداً كشقيقتها

الا ان لونه ساحر جذاب كلون شعري وعيناها ورغم انهما لاتشبها عيناي

الا انهما اقرب مني لكِ كما انهما اكثر اشراقاً وبهجة مثلي تماماً ..

نظرت له آرياكو بتذمر ثم نهضت وحملت سلة الملابس وخرجت من الغرفة

نظر لها مستدركاً ثم تبعها بسرعة بعد ان وضع هارو على الارض

وكانت قد امسكت بالقلم بسرعة قبل ان يقع .. تنهدت بارتياح وعادت تعبث به

- آه عزيزتي لم اقصد السوء صدقيني لاتغضبي ارجوكِ .. هيا ياكو الجميلة

اوه انظري زهرة بيضاء انها لكِ تفضلي ياحلوة ..
كانت تلك محاولاته الفاشلة لارضاءها بينما كانت قد التزمت الصمت قاطبة حاجبيها

أما في الغرفة فكانت تلك الصغيرة الشقية ترسم على الأرض بذلك القلم الأحمر

والابتسامة السعيدة شقت طريقها لثغرها ..

اخذت تزحف وهي تكمل الرسم وتدندن بلحن طفولي

حتى وصلت لشقيقتها التي كانت تنام بعمق

نظرت لها ملياً ثم ابتسمت ابتسامة عريضة وبدأت ترسم على جبينها ببراءة




التفتت له باستياء وتذمر : ارحل ايها المتعجرف لاتحدثني ..

طالما انا لااعجبك أيها البريطاني فلما تزوجتني ؟!

اخذ يحك عنقه بتوتر ثم تبعها بينما كانت تعود للداخل بعد ان علقت الملابس لتجف على حبل الغسيل

- اميرتي حبيبتي الجميلة اقسم اني لم اقصد هذا .. مابكِ لما لاتحبين المزاح ..

صدقيني أنا متيم بكِ والا لما قد اتزوجك ها ؟

كنت امازحكِ .. أبداً لم اقصد اني افضل منكِ لست جميلاً البتة

كيف اكون جميلاً أمام سموكِ ايتها الساحرة المتألقة الـ...

قاطعتها بنظراتها الغاضبة المتذمرة : كفى كفى ايها الرجل السيء اغرب عن وجهي لااريد الحديث معك ..

دخلت الغرفة واغلقت الباب بانزعاج بينما تنهد بثقل :

تباً ياللساني المتمرد لما قلت هذا أمامها .. آه ياكو لن تنسى هذا أبداً هفف

واذا بصوتها يعلو وهي تصرخ على احدهم داخل الغرفة ممتزجاً ببكاء الطفلة المسكينة ..

نظر بدهشة وتساؤل ثم اسرع نحو الغرفة ودخلها ليرى ذلك المنظر المضحك

ويغرق في نوبة من الضحك لم يوقفها سوى صوت آرياكو الغاضب

- بدلاً من الضحك خذ ابنتك من هنا افزعت المسكينة .. انظر ماذا فعلت ..

يالها من شقية متوحشة كوالدها تماماً ..

- حاضر حاضر تعالي حبيبتي الصغيرة

حمل هارو التي كانت تنظر لهم ببراءة كأن لم تفعل شيئاً وخرج بها بسرعة من الغرفة

بينما كانت المسكينة هانا تبكي وقد اخفت ملامحها الجميلة تلك الخربشات الطفولية الحمراء على وجهها

حملتها آرياكو لتبدأ بتحمميها وغسل وجهها الذي لم يزل ذلك الحبر الرديء عنه بسهولة



حل المساء واجتمعت العائلة حول المائدة الأرضية الخشبية

وبدأوا بتناول العشاء والذي كان ارزاً مع الحساء

مدت يدها لتأخذ تلك القطعة الشهية من البطاطا من حساء شقيقتها

واذا بيد تضرب يدها وتبعدها ..

- هذا معيب لديكِ طبقكِ فلا تقربي طبق شقيقتك ..

هارو ببراءة وهي تمسح على يدها : ماما انا دائعة ( جائعة )

- وان يكن ؟.. شقيقتكِ أيضاً جائعة لايحق لكِ سرقة طعامها

تنهد باستياء وهو يضع طبقه على الطاولة ويقول محذراً : آريا .!

نظرت له ببرود لتكمل بعدها طعامها وتطعم معها هانا التي كانت تأكل بكل هدوء وهي تنظر لهم بتعجب بريء

حمل فلورانس هارو ليضعها بحجره ويبدأ باطعامها بحنان بينما يقول بهدوء :

لايجب ان تعاملي الطفلة بقسوة .. كما لاتنطقي هذه الكلمات الغبية أمامها ..

كيف ستعي طفلة مثلها السرقة ؟! كانت جائعة وحسب ..

عليكِ ايضاح الأمر لها برفق وحب وحنان .. كما اعتدت منكِ عزيزتي ..

لما اصبحتِ قاسية في الآونة الأخيرة ؟

نكست أرياكو طرفها بصمت .. فقد كانت تدرك ان مايقوله هو الصواب انما لم تملك الاجابة لسؤاله ذاك ..

اكتفت بالصمت وأكملت اطعام ابنتها حتى اذا ماانهوا العشاء بدأت بغسل الصحون بشرود

بينما كان فلورانس يلاعب طفلتيه بسعادة ومرح ..

نظرت نحوهما بحزن ثم عادت تكمل عملها والتساؤلات تحوم بذهنها وتسيطر عليه

بينما كلماته تتردد بلبها وتعصف به بقسوة

" أنا أم أنت ؟.. من منا بات يقسو على الآخر ..

مذ خرجتا لهذا العالم وأنت لاتلتفت لي حتى ..

أصبحت مجرد خادمة لديك ولدى ابنتيك ..

لم أعد أعجبك ولم تعد تطربني كالسابق بكلماتك الجميلة المحبة ..

ليت بامكاني قول هذا لك ..

ليت بامكاني ان اشكوك لنفسك علك تشعر بما اكتنزه من ألم بداخلي "

كادت تلك الدمعة الساخنة التي احتجزتها مقلتيها ان تفر منهما

لولا ان تنفست بعمق محاولة التماسك أكثر ..

شعرت به يقف بجوارها فأطرقت طرفها بسرعة نحو الصحون

وعاودت غسيلها مدعية اللامبالاة ..

بينما اخذ الصحن منها وبدأ بغسل الصحون معها .. ليهمس بعد فترة من الصمت :

ماخطبكِ ؟.. لازلتِ غاضبة مما قلته اليوم ؟

أومأت له بالنفي بينما خنقتها دموعها وهي تحاول جاهدة السيطرة عليها

شعر بذلك الثقل الذي يجتاحها لكنه لم يستطع الحديث أو المحاولة أكثر

فهو الآخر بات يشعر بصعوبة في التواصل معها .. ليس يعلم مالسبب ..

لذا اكتفى بالصمت حتى انهيا العمل وتوجهت هي لطفلتيها لتغير ملابسهما

وتعدهما للنوم بينما توجه هو للخارج ليتفقد المنزل قبل النوم






- أنب ( أرنب )

- لا هذا دب

- بل انب

- دب

- انا اقول انب

- وانا اقول دب

نظرت كل منهما للاخرى بانزعاج وتحدٍ لتسرعا بعدها لوالدتهما

التي كانت تقشر البطاطا بهدوء وهي تجلس بجانب الباب المطل على الحديقة الخارجية

هارو : ماما ماما هذا دب ام انب ؟

اجابتها بشرود دون ان تنظر : لاأعلم اسألي والدكِ

نفخت هارو خديها بتذمر ثم قالت ببراءة : بابا أيس هنا ( ليس )

تنهدت آرياكو بانزعاج وهي تنظر لها : انه ارنب حسناً ؟ هيا اذهبا للعب بعيداً

هانا بسعادة : انب انب انا فزت

هارو : لا ماما تفهم لا انه دب

نظرت لها آرياكو بغضب : مالذي قلته للتو ؟ طال لسانكِ كثيراً بسبب دلال والدكِ

نظرت هارو لأمها ببراءة ثم اخرجت لسانها ونظرت له حتى احولت عيناها ثم قالت بتلعثم : إساني أيس طويل ( ليس )


تراجعت هانا بسرعة خوفاً من غضب والدتها التي همت بضرب هارووتأديبها

لولا ان ناداها صوته بغضب وقلق : آريا توقفي

اسرع وضم ابنته ونظر لها باستياء : هذه الحال لاتطاق .. كيف تسول لكِ نفسكِ ضرب طفلة صغيرة ؟

نظرت له بانزعاج وقالت بصوتها المخنوق : لاتشجعها على التمرد علي

اجابها بهدوء محاولاً تمالك غضبه : افهميني عزيزتي انها مجرد طفلة

اطرقت بطرفها وعادت تعمل وقلبها يعتصر حزناً وألماً وفراغاً لايمكن لشيء ان يملأه

واذا بها تجرح اصبعها .. تقاطرت دمائها الحمراء مع دموعها التي انهمرت مستسلمة على خديها

اسرع ليجلس بجانبها ويمسك بيدها بقلق : آه عزيزتي اانتِ بخير .. انتظري سأحضر الضمادة بسرعة ..

نهض مسرعاً ليحضر معدات العلاج البسيطة التي يملكها ليعود بجانبها ويبدأ بتضميد جرحها

بينما الطفلتان تراقبان ذلك ببراءة وخوف ..

قبل ظاهر كفها بحنان ماان انتهى ثم مسح على شعرها وهويقول مطمئناً : كل شيء بخير الآن ..

سامحيني آريا لم اقصد ازعاجكِ حقاً .. كنت سيئاً حينما قلت ماقلته بالأمس ..

ثقي انني احبكِ كثيراً .. كيف لا وانتِ من زينت حياتي ولونتها بأجمل الألوان ..

حبيبتي .. اغفري لزوجكِ الأبله .. رجاءاً ..

اومأت له بالنفي بخجل ومسحت دموعها : لست .. غاضبة

- بلا بلا اعلم انكِ غاضبة ياكو المدللة .. حسناً سأخرج معكم اليوم لنزهة جميلة ..

من أجل ماما الرائعة ..

آه حقاً هارو حبيبتي الحلوة هيا اعتذري من ماما ولاتتحدثي معها بطريقة سيئة مجدداً ..

هارو ببراءة : لم افعل

نظر لها والدها منبهاً ومحذراً فقالت بعد لحظة صمت وتفكير : حادر بابا .. آثفة ماما

ابتسمت آرياكو بحنان وضمتها لأحضانها ومسحت على شعرها بلطف

- حبيبتي الصغيرة .. وأنا اعتذر لأني صرخت بوجه طفلتي الجميلة

اجابتها الطفلة ببراءة ومرح : ماما ثامحتكِ

ابتسمت آريا ضاحكة وعانقتها بحب وهي تتأمل فلورانس الذي ابتسم بسعادة غامرة

انضمت لهم هانا بغيرة وعانقت ذراع والدتها .. فتعالت ضحكاتهم الجميلة السعيدة

لتملأ أرجاء ذلك المنزل الدافيء

فهل ستدوم سعادتهم تلك للأبد ؟

هنا ينتهي البارت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿
أميرة جَديدة..!ّ
أميرة جَديدة..!ّ
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿


مسآهمـآتــيً $ : : 340
عُمّرـيً : : 18
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/08/2015

بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . Empty
مُساهمةموضوع: رد: بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز .   بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 21, 2015 2:22 am


الفصل الثالث \\ طائر الملاك

توقفت عينيها على تلك السطور المعتمة

لاتزال تلك ذكرياتها .. لكن أي شبح مظلم أعتمها وأخفى ضيائها

وأي غادر ذاك الذي انتشل سعادتهم وسرق بسماتهم

اغلقت ذلك الدفتر الذي احتوى ذكرياتها

وأبحرت مجدداً في عميق ماضيها

وعيناها تجوبان تلك البقعة التي كانت في يومٍ ما

مزهرة يانعة خضراء

ولكن .. ماحالها اليوم ؟!





- Hi

- آي

- لا لا هكذا Hi

اجابته بكل براءة وهي تلعب بدميتها : آآآي

أومأ لها بالنفي ثم قال وهو يوجهها اليه :

انظري لي كيف أنطقها .. حسناً ؟ هكذا H..i

نظرت له وهي تحرك شفتيها كما يفعل ثم قالت ببرائتها المعهودة : آ..ي

تنهد بيأس ثم قال باصرار وهو يعتدل بجلوسه أمامها :

انظري صغيرتي سننتقل لكلمة أخرى قولي Hello

أخذت الفرشاة وبدأت بتسريح شعر دميتها وهي تقول بلا مبالاة : آلو

رمى نفسه للخلف بضجر ويأس : استسلم .. ماقصتها مع هذا الحرف اليوم ؟!

ضحكت آرياكو بلطف ثم اقتربت منهم ووضعت الطبق أمامهم وكان به حلوى الأرز الشهية

اسرعت الطفلتان لأخذ نصيبهما بسرعة وبدأتا تناولها بسعادة

هارو بمرح : بابا بابا انت قلت ان انا ذهبت المدرسة ستعطيني هدية صحيح ؟

اومأ لها بالايجاب وهو يعتدل جالساً : بكل تأكيد حلوتي الصغيرة

ابتسم بحب وحنان وهو يراقبها تثرثر وتحكي كل ماتشاهده وتراه

حتى وان كان بسيطاً لايستحق الذكر .. بينما هانا تتأمل والدها ببراءة

التفت لها بتساؤل : مالخطب صغيرتي ؟ اتريدين شيئاً ما ؟

ابتسمت ابتسامة عريضة واقتربت منه لتقول بدلال : بابا علمني مثل هارو

شد خدها بلطف وهو يقول :

هانا الغيور .. حسناً انما غداً أنا متعب الآن وسأخلد للنوم .. ليلة سعيدة أحبائي ..

هارو بمرح : ليلة سعيدة بابا الرائع

ابتسم بسرور وقبل خديها ثم بعثر شعر هانا وتوجه لغرفته تتبعه آرياكو

بينما كانت هانا تنظر له بحزن ..

اقتربت بعدها من المائدة وتركت قطعة الحلوى وهي تقول :

يجب ان لانأكل الحلوى قبل النوم

هارو : اجل لاتأكليها ذهبي للنوم أنا سأتناولها جميعها

نظرت لها بدهشة ثم نهضت وتوجهت للحمام لتغسل أسنانها وهي تفكر



في الغرفة جلست آرياكو بعد ان جهزت فراش زوجها

وانتظرته حتى استتم اموره وجلس على الفراش ليستعد للنوم .. قالت بعد تردد :

عزيزي .. هل لي أن اتحدث معك قليلاً ؟

نظر لها بتساؤل وقال بينما يرتدي جواربه : مالخطب ؟

- الحقيقة .. كنت أريد سؤالك عن .. أجرك .. متى ستتلقاه ؟

نظر لها بدهشة ثم قال بهدوء : غداً .. لما ؟

ابتسمت باستبشار ثم قالت بسرعة : هذا جيد جداً

اردفت بابتسامة لطيفة :

اعتذر لأني أثقل كاهلك ولكن الفتاتان اكملتا الخامسة ..

ويجب ان نضمهما لمدرسة القرية .. ومابقي لدي من مال لن يكفي لذلك ..

وأعلم انك تعاني من ضائقة مالية لذلك لم ارغب بسؤالك من قبل .. لكن ..

لايمكنهما التأخر عن البقية أكثر .. سامحني ارجوك ..

قطب حاجبيه وقال باستياء :

مالذي تقولينه آريا .. !!

منذ متى وأنا أعتمد على امرأة في ادارة شؤون منزلي المادية ..

دعي الأمر لي ولاتنفقي قطعة واحدة من مالكِ ..

احتفظي به فحتماً ستحتاجيه في المستقبل ..

كما اني كنت احضر لهذا لذا لاتقلقي بشأن أي شيء..

ابتسمت بسعادة وامتنان : شكراً لك عزيزي .. أنت الأفضل حقاً .. محظوظة بك

ابتسم ضاحكاً واستلقى على الفراش وهو يقول بنعاس :

أعلم أعلم أنا الأفضل والأروع .. ليلة سعيدة زوجتي العزيزة ..

قالها وأغمض عينيه وسرعان مااستسلم للنوم بتعب .. ابتسمت بحنان وغطته جيداً

ثم خرجت لابنتيها لترى هارو تجلس بمفردها وهي تلتهم حلوى الأرز بشراهة

- آآه هارو !! يالكِ من طفلة نهمة

جلست بجانبها وأخذت الطبق الذي أصبح فارغاً لتغسله وهي تقول باستياء :

كيف لكِ ان تأكليها جميعها .. هذا ليس جيداً البتة ايتها الشقية .. يجب ان تهتمي بصحتكِ أكثر

ارتمت هارو على الارض وهي تقول بينما تحرك ساقيها في الهواء وتتدحرج على الأرض بمرح : أنا قوية ماما لن يحدث لي أي شيء صدقيني

استلقت على بطنها وهي تنظر لأمها وتسند وجهها لكفيها

انهت آرياكو عملها وجلست بجانب ابنتها بهدوء : أولاً لاتتصرفي كالفتية .. ولاتستلقي على الأرض هكذا كي لاتتسخ ملابسكِ ..

قاطعتها هارو ببرود : لكنها نظيفة ماما كيف ستوسخ ملابسي ؟

تنهدت آرياكو محاولة استجماع صبرها : هارو كفي عن هذا الآن واطيعيني .. كما انه موعد النوم هيا غيري ملابسكِ واغسلي اسنانكِ واخلدي للنوم

هارو بتململ : حاااضر

نهضت وتوجهت للغرفة بينما تنهدت آرياكو بعمق : ياالهي الرحمة .. هذه الطفلة الشقية ستقتلني يوماً ما بتصرفاتها اللامبالية



حل الصباح وأشرقت الشمس الذهبية ناثرة ضيائها اللامتناهي لأفئدتهم

لكن دفئها لم يتمكن منن التغلب على تلك النسمات الباردة التي غلفت الأرجاء

وتلك الوريقات الملونة تناثرت وتراقصت مع الرياح بعد أن عصفت بها الرياح القوية

خرج من المنزل ممسكاً بتلكما اليدين الصغيرتين الدافئتين

وكل منهم يودع آرياكو التي شيعتهم الى الباب بابتسامتها المحبة الحانية

انحنى بعد ان سار خطواتٍ قليلة ليرتب وشاح كلٍ منهما ويدفئهما ثم نهض وأمسك يديهما من جديد

بينما كانت كل واحدة تسير معه بثقل اعياهما بسبب تلك الملابس الدافئة الثقيلة

واذا بصوت يدوي في الأرجاء ترتعش لوطئته الأفئدة

رمق السماء بطرفه ليرى تلك الطائرات الضخمة التي شقت عرض الفضاء

بينما صرخت الطفلتين بسعادة وهما تشيران لها : طائرة طائرة .. طائرة حربية

واخذتا تغنيا وهما تسرعان محاولتان اللحاق بتلك الطائرات وهما ترددان :

طائرة حربية طائرة طائرة حربية ..

استفاق من كوابيسه التي اعادت له للحيظات ذكريات لايمكن نسيانها

فهرع مسرعاً لابنتيه ليحتضنهما ويحملهما معهاً ويتوجه مسرعاً لمنزله

دخله واحكم اغلاق الباب بعد ان انزلهما وكلتاهما تحدق به بدهشة

بينما توجهت لهم آرياكو ماان سمعت تلك الضجة لتخرج حاملة المغرفة وهي تقول بتعجب :

مالخطب أرى انكم عدتم سريعاً ؟

التفت لها بصمت وتعابير وجهه الغامضة تخفي الكثير

توجه للداخل وهو يجر ابنتيه خلفه بينما هارو تقول بشقاوتها المعتادة : اريد ان ارى الطائرة بابا

نظر لها بحدة وحزم لأول مرة ليقول بنبرة محذرة مخيفة : لن يخرج أحد من المنزل.. واضح !!

وكالعادة لم تكن لتبالي لنظراته تلك رغم انها أربكتها لوهلة لتقول بعدها بالحاح :

بابا أريد ان ارى الطائرات ارجوك .. بابا .. بابااااا

لم يكن يبالي بالحاحها بل دخل الغرفة وجلس ووضعهما بحجره وضمهما بصمت

وكأنما يريد حمايتهما من ذكرياته التعيسة المخيفة ومن ذلك العالم الذي يخفي الكثير لهم

بينما آرياكو تتأمله بدهشة وقلق لكنها آثرت الصمت بعدما ادركت ماارق هدوئه وعكر سعادته



مضى بعض الوقت وهو لايزال على تلك الحال حتى ملت الطفلتين ذلك

انما لم تتحرك احداهما خشية غضبه ..

دخلت آرياكو وقدمت لهم بعض الكستناء المشوي وهي تقول بابتسامة لطيفة :

احبائي مارأيكم ان نتناول الكستناء الساخن ليمنحنا بعض الدفء

صرخت الطفلتان بسعادة : ماما نحبك

اسرعتا نحوها وعانقتاها ثم جلستا بجانبها منتظرتان ان تقشرها لهم وتطعمهما

بينما ابتسمت بسعادة وقبلت خديهما وبدأت تقشيرها

وعينا فلورانس تراقبهما بينما لايزال بصمته

نظرت له آرياكو لتقول بحنان وهي تمد له حبة كستناءٍ مقشرة :

كل هذه عزيزي .. ولاتقلق .. سيكون كل شيء بخير

نظر لها ملياً ثم أخذها منها وتناولها بهدوء

ابتسمت برضاً وتابعت اطعامهم بسعادة


تلك الحقول التي امتدت عبر مرأى البصر تحولت الوانها

واختفى رونقها رغم تلك الوريقات الملونة التي غطتها

سار نحو ذلك الرجل الذي اصطف العاملين في الحقل لتلقي اجورهم منه

وقف بانتظار دوره مترقباً وهو يتذكر ماخطط لشرائه ويفكر بعائلته وكيف ستستقبل تلك المفاجئة

حان دوره فوقف قبالة ذلك الرجل الياباني ذو الجسد النحيف والعينين الضيقتين أصلع الرأس

ابتسم فلورنس وهو ينظر له منتظراً أجره ... الا انه كان ينظر له بحدة وصرامة

تلاشت ابتسامته ونظر له بتساؤل وحيرة بينما نطق الرجل أخيراً بنبرة جافة :

خذ .. هذا اجرك ..

اخذ فلورنس تلك القطع النقدية القليلة ونظر لها بدهشة ثم قال بحيرة : فقط ؟! لكن لما ؟

اجابه بنبرته القاسية ذاتها :

الوضع يسوء في اليابان كما ترى والحالة المادية من سيء لأسوأ ..

وبالطبع لايمكن أن يكون أجر ابناء الوطن كغيرهم .. أم أنا مخطأ ؟

اتسعت عينا فلورنس بدهشة وانعقد لسانه ..

بينما تراجع ذلك الرجل ليعود ادراجه لرفاقه

واذا بأحدهم يهمس له بعد ان وقف بجواره :

أمثالهم يستحقون ان ينزل العذاب عليهم

نظر له بدهشة وتساؤل .. وكان احد زملائه من العاملين .. صيني المنشأ

ذو عينين ضيقتين جداً ووجه سمين نوعاً ما وشعر حريري أسود باهت

وملابس مهترئة قديمة كساها الغبار لوناً جديداً

- مالذي تقصده بما تقول ؟

كان ذاك ماقاله فلورنس وقد عصفت به رياح الحيرة وجعلته اسيرها

ليجيبه ذلك الغريب بنبرة متوعدة بينما عيناه تحملقان برئيسهم الذي جلس ينعم مع رفاقه بدافيء الشراب ولذيذ الطعام :


- لقد جعلوا منا اضحية يغتدون بافتراسها ..

لايهمه مقدار ماسيحل علينا من ألم ومعاناة ..

المهم هو اشباع بطونهم التي لاتشبع وارضاء قلوبهم الحاقدة

نظر له فلورنس ملياً ثم التفت الى حيث ينظر وهو يقول : لكن..

قاطعه وهو ينظر له بجدية :

اتقصد ان تبحث عن اعذارٍ لهم .. صدقني .. لقد بتنا كلينا على القارب ذاته ..

وغداً نمسي في اللحود تبكينا أهلنا وعيالنا

اردف وهو ينظر للسماء التي لوثها منظر تلك الطائرة التي ماانفكت تعصف الأجواء بصوتها المدوي منذ الصباح :

- انها متهجة لموطني .. لتقتل ابناء أرضي وشعبي ..

لتحرقهم وتسلبهم وتهدم منازلهم فوق رؤوسهم ..

وتعصف بأبنائهم فتتركهم رهناً للموت

ازدرى فلورنس ريقه وهو ينظر للسماء تصرعه تلك الذكريات القاتلة

ليقول باستسلام لكلمات رفيقه : ومالعمل ؟

ابتسم الآخر وهو يقول وعيناه تتقدان شراً وحقداً : نُحرقهم ونلتهمهم قبل ان يلتهمونا




تلك الأضواء الحمراء اتقدت في عينيه وهو يتأمل الشرارات المتطايرة في الأجواء

وصراخ الناس قد على وكل يحاول اخماد تلك النيران المشتعلة في المخزن تفتك بكل شيء دونما رحمة

قبض على يده بقوة ودقات قلبه تتسارع بجنون ..

كيف لا .. وقد شهد لأول مرة كل تفاصيل تلك الحادثة المؤلمة .. لكنه لم يحرك ساكناً

بل كان طرفاً في تلك المعادلة الجائرة ...

وقف بجانبه وهو يبتسم بنصر وكأنما شفى غليل صدره قليلاً

- انظر فلورنس .. هاقد حققنا النصر .. سنرى مايمكنهم عمله الآن .. وسنرى من سينتصر في النهاية ..

انتهـــــــــــــــــى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿
أميرة جَديدة..!ّ
أميرة جَديدة..!ّ
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿


مسآهمـآتــيً $ : : 340
عُمّرـيً : : 18
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/08/2015

بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . Empty
مُساهمةموضوع: رد: بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز .   بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 21, 2015 2:23 am

الفصل الرابع \\ نحو الجحيم



هذا الجليد ذاته هو ماتربع عرش قلبها ليتملكها

فلم تعد تستطيع الشعور بالدفء مهما كان مقدار دفء تلك الأشعة

والتي تسللت من النافذة معانقة اياها

وضعت يديها على عجلات كرسيها لتحركه نحو النافذة

لتتأمل الخارج مبحرة بذكرياتٍ أعادها الحاضر لها

لتصارع آلاماً لايمكنها تخطيها .. فيصبح الأمل الذي انتزعه القدر منها ..

مجرد آلام متواصلة تحتجز أنفاسها شيئاً فشيئاً

حركت عينيها في تلك الغرفة علها تجد مايخفف من وطئة تلك المشاعر القاتلة التي اجتاحتها

حتى وقع طرفها على سلة ملئت بأدوات الخياطة على طاولة خشبية قديمة

اتجهت نحوها وكفاها المتعبتان تحركان ذلك المقعد الذي احتجز حريتها

حتى اذا ماوصلت مدت يدها لتلتقط المقص ذو المقبض الأسود بلون شعرها

بسرعة حركت أناملها متخللة خصلات شعرها الذي تخطى كتفيها

لترسم نصف ابتسامة على شفتيها سرعان مااتسعت وهي تقص شعرها

وسرعان ماتناثرت تلك الخصلاتٍ الحريرية على الأرض الخشبية وعلى حجرها

اختفت تلك الابتسامة تدريجياً بعدما أنزلت يدها وقد تخلصت من جزءٍ كبير من شعرها الجميل

لتتحول لشهقات حزينة وقد انسابت دموعها من مقلتيها

القت بالمقص على الأرض بقوة وضربت فخديها بقبضتيها وهي تصرخ بألم :

كل هذا كان بسببك .. بسببك أنت .. أكرهك .. أكرهك ولن أسامحك طوال حياتي

عادت للبكاء بصوت مرتفع وهي تصرخ بتلك الكلمات ..

وسرعان مافُتح الباب ليدخل ذلك العجوز ويتوجه نحوها بقلق شديد

ضمها اليه محاولاً تهدئتها وهي لاتزال تهذي بتلك الكلمات ..

حتى اذا ماهدأت قليلاً همست له بحزن دفين :

جدي .. بسببه حدث كل هذا لنا .. منذ ذلك اليوم .. تحطم كل شيء .. كل شيء

نظر لها بتعاطف ومسح على شعرها مواسياً

بينما هي .. أبحرت في ذكرياتها التعيسة .. لذلك اليوم




لامست تلك الأداة المعدنية الحادة خصلاتها السوداء الحريرية

وسرعان ماتناثرت شعيراتها على القماش الأبيض

وضعت أناملها على ذقن تلك الصغيرة الجميلة لترفع رأسها قليلاً

وتبدأ بتنظيف وجهها ومن ثم تسريح شعرها القصير والذي لايتعدى حدود فكها

بينما كانت غرتها الكثيفة الحريرية تغطي حاجبيها الناعمين لتبدي جمال عينيها البندقيتان الهادئتان

حدقت بها مطولاً برضاً ثم قبلت خديها وقالت بحنان : كم أنتِ رائعة عزيزتي الصغيرة

أجابتها الطفلة بكل براءة : أأنا جميلة حقاً ماما ؟

اومأت لها بالايجاب واحتضنتها بها وهي تقول بصوتها الرخيم العذب : وهل في ذلك شك ياحلوتي

حدقت الطفلة بوالدتها هنيهة لتقول بتردد بعدها : لما .. بابا لايحبني اذاً ؟

اتسعت عينا آرياكو بدهشة لما قالته

وبجهدٍ حاولت اقناعها بكلماتها الحانية المحبة :

بلا حبيبتي الجميلة .. بابا يحبكِ لما تقولين هذا ؟

نكست هانا رأسها لوهلة ثم نظرت لأمها وهي تقول :

بابا دائماً يجلس مع هارو ويلعب معها ويعلمها

لكن أنا .. لايفعل الأمر ذاته معي .. وهو يقبل ويعانق هارو وأنا لا ..

كانت آرياكو تحدق بابنتها بحيرة وأسف وتعاطف فهي كذلك تلاحظ تفرقة فلورنس وتفضيله لهارو

مسحت على شعرها بحنان ثم قبلت جبينها وعانقتها وهي تقول بحب :

لا عزيزتي .. بابا يحبكِ .. ثقي بي .. أنتِ .. تتوهمين وحسب ..

- أتوهم ؟!

هذا ماقالته الطفلة بتعجب بريء ..

بينما آرياكو اومأت لها بالايجاب بحنان وحب ثم ضمتها لأحضانها من جديد

سارت نحوهما بتململ وهي تحمل دميتها لتقول بضجر : متى يأتي بابا ؟ أريد أن العب

آرياكو بهدوء : سيأتي قريباً .. هيا تعالي لأرتب شعركِ أنتِ الأخرى

نظرت هارو للمقص هنيهة ثم لوالدتها وأمسكت شعرها بسرعة وهي ترجعه للخلف : لاأريد .. لن أقص شعري

آرياكو باستياء : متى ستطيعيني دون تذمر .. هيا تعالي لأرتبه وأسرحه

نظرت لها الطفلة بتمرد وعناد : لن أقص شعري أريده طويلاً

تنفست آرياكو الصعداء في محاولة للحفاظ على هدوئها ثم قالت بنبرة آمرة :

هارو لاتثيري غضبي .. تعالي هيا ..
لن أقصره بل سأرتب أطرافه وحسب وأسرحه الى متى ستظلين هكذا
تسيرين بشعركِ المنكوش كما الفزاعة ..
من يراكِ سيظن أن لاأم لكِ لتهتم بكِ وسينعتني الجميع بالمهملة

هارو وهي تضع يديها خلف رأسها وتعبث بشعرها ببراءة :
أنا لست فزاعة وشعري جميل ومرتب ولااريد ان تقصيه او تسرحيه

قطبت آرياكو حاجبيها بغضب : أنتِ حقاً طفلة عنيدة .. دلال والدكِ أفسدكِ ولكن هل يستمع لي حتى

ظلت هارو تنظر لوالدتها بعناد وضجر واذا بصوت الباب يُفتح ..

نظرت للخلف وهي تصرخ : بابا!!

أسرعت نحوه وعانقت ساقه كما لو وجدت منقذها لتقول بسرعة : بابا بابا . ماما تقول أنا فزاعة وتريد أن تقص شعري

نظر لها بذبول كما لو كان لايعي ماتقول .. أبعدها عنه بلطف ثم أكمل طريقه للداخل بينما تبعته بسرعة لتحتمي به

- مساء الخير

قالها بهدوء غير اعتيادي .. أجابته آرياكو بقلق تخفيه : مساء الخير عزيزي .. أأنت بخير ؟

اومأ لها بالايجاب ثم قال بوهن : متعب قليلاً .. سأخلد للنوم لذا احرصي على ان لاتثير الطفلتين الضوضاء

قالها وتوجه للغرفة ودخلها دون انتظارٍ لاجابتها بينما علت الدهشة آرياكو والخيبة هارو التي كانت تنتظر والدها بشغف

أما هانا فقد غفت بهدوء في حجر والدتها ..




جلس على فراشه وتدثر بغطائه الترابي العتيق ذو النقوش الباهتة .. وأخذ يستعيد أحداث ذلك اليوم العصيب

أكان حلماً .. أم انه واقع مر جديد حل عليه ليزيد من بؤسه ويحل نقمته عليه

ارتمى على الفراش وصورة الحريق الذي أضرمه ورفيقه منذ سويعاتٍ قليلة لاتفارق خياله

شعر برعشة غريبة تسري في جسده ودقات قلبه تتسارع كما لو كان الموت يقترب منه

دثر نفسه اكثر كأنما يحاول ان يحمي نفسه بذلك الغطاء من وطئة ماسيحل عليه لو علم أحدهم بالأمر

أيمكنه الثقة بشريكه ذاك حتى ؟ .. هو لايعلم لما فعل ذلك وكيف وثق به وكيف تصرف بما لايوافق طباعه وقوانينه التي وضعها لنفسه

تسائل مالذي يمكن لهم فعله بعدما أُحرقت المخازن بما فيها من حصاد لطالما شقى كل فردٍ بجنيه خلال عامٍ الأشهر السالفة

وقد كان واحداً منهم !! .. لكن .. هو لم يحظى على حقه بعد كل معاناته وعمله الجاد

انما لا ذنب للبقية ليعاقبوا بجرم شخص جائر طغى وتجبر فيهم

تنهد بثقل ليطرد تلك الأفكار التي لم يتمكن من اخراجها بتاتاً بل كانت تضيق عليه أكثر فأكثر

وأخذ يفكر بالغد .. كيف سيحل الصباح عليهم بعد مأساة هذه الليلة

عاد بذاكرته للحادثة من جديد وقد دب الرعب بأركان قلبه




صوت المعول يضرب الأرض مخلفاً تلك الحفرة العميقة

والتي كانت مسكناً مجهولاً لذلك الجسد النحيف الذي ضرجته الدماء

بينما كان يشاهد كل ذلك بخوف وهو يحرس الطريق ويراقبه خوفاً من أن يراهما أحد فيكشف عن جريمتهما

وماان انتهى ذلك الشخص من دفن الجثة والحرص على اخفاء القبر كما لو لم يكن هناك

حتى التفت له بابتسامة انتصار خبيثة ملئت حقداً وشراً كما لو ان قلبه قد انتزع من جوفه فلم يعد يحتويه

وقال بنبرة واثقة لامبالية كما لو أنه اعتاد ارتكاب الجرائم بكل بساطة :
لقد انتهينا من هذا القذر .. واخيراً تحررنا فلورنس .. لقد حققنا النصر وانتقمنا لأنفسنا ولعائلتنا

بصوت مرتعش أجابه والخوف يعصف به :
ماكان يجب ان يصل الأمر لهذا الحد تشين .. سنُعدم حالما يُكشف أمرنا

رسم ابتسامة ساخرة على وجهه واقترب منه بعد ان رمى المعول على الأرض ليقول وعيناه تتقدان شراً

- ماذا ؟ البريطاني الشاب خائف ؟ خائف من الموت ياصغيري .. كم هذا مثير للشفقة ..
انت تعلم أن الأمر سيظل سراً مالم يفضحه أحدنا صحيح ؟ ..
الا ان اردت اخبارهم بما ارتكبناه " سوياً " فيكون مصيرك مصير هذا القذر اللعين ؟ هه بل وأفظع ..
فعائلتك بأكملها ستزول وتختفي كما لو لم تكن يوماً في الوجود

اتسعت عينا فلورانس بدهشة وقلبه يتسارع بخوف .. اهو يهدده الآن ؟

- أنا .. لم أفعل شيئاً مما فعلته أنت .. أنت من خطط وارتكب هذه الجرائم ..

والآن تهددني ؟! ظننت أمري يهمك كما كنت تدعي ..

ضحك ساخراً وابتعد حتى وقف أمام تلك الحقيبة رمادية اللون ليفتحها

ويخرج رزمة النقود المرصوفة بعناية فيها وأخذ يقلبها بين يديه بابتسامة خبيثة ..

أدار طرفه له وهو يجيبه بنبرة مخيفة :

لقد اشتركنا في هذا .. تلطخت يداك كما يداي بطريقة أو بأخرى ..

وان وقعت فلن أقع وحدي .. ستقع معي حتماً وفي قاع اكثر عمقاً من ذاك الذي سأقع فيه ..

كما انك ستخسر هذا النعيم .. هه الا تريدها .. بها ستعيش ملكاً أحقاً ستتخلى عنها ؟

ثم شم رزمة النقود بنصر ولثمها وعاد يعدها بينما فلورنس يتأمله بأسى وخوف شديدين

لقد وقع في الجحيم حقاً .. ولا شيء سيخرجه منه سالماً !





تساقطت الأشعة الذهبية من النافذة الصغيرة منعكسة على الأرض الخشبية التي غطت تلك الغرفة الدافئة

بجدرانها العتيقة وبمظهرها الياباني التقليدي .. كما هو حال المنزل

ولذلك المنزل .. باب يُطل على الحديقة الخارجية البسيطة

ماان تفتحه حتى يلوح لك بعد ذلك الممر الصغير الذي ينتهي بدرجاتٍ ثلاث

كان هناك ذلك المزراب المنفرد التقليدي العتيق ينصب الماء منه في البحيرة الصغيرة المجاورة

متناثرة على صفحة مياهها وريقات الخريف الملونة

بجانبها شجرة ضخمة غير الخريف حلتها ويوشك الشتاء بقربه أن يختطف ماتبقى من رونقها

خطواتها الهادئة عبرت تلك الدرجات الخشبية القديمة مخلفة صوتاً لارتطام حذائها بها

جلست بعدها أمام المزراب ومدت يديها للماء المتساقط منه راسمةً على ثغرها ابتسامة جميلة مفعمة بالنشاط

شردت بأفكارها وهي تتأمل ذلك المنظر الجميل الساحر لتبحر في همومها من جديد

أطلقت تنهيدة مثقلة بالهموم ورفعت رأسها نحو السماء تتأملها

ثم أغمضت عينيها باسترخاء رغم تلك النسمات الباردة التي عانقت وجهها

واذا بها تسمع بالضجيج في الخارج يعلو ..!

نهضت من مكانها بهدوء والحيرة تغلفها حتى اذا مافتحت الباب الخارجي لمنزلها وأطلت على الخارج

وجدت تاتسو الطفل ذو العشرة أعوام يجري وهو يطرق الأبواب

وسرعان مايخرج صاحب المنزل فزعاً ومقصدهم وجهة واحدة .. !

ماان انهى حديثه مع الرجل حتى هم بطرق باب آخر لولا أن سارعت بندائه بقلق وحيرة :

تاتسو .. تعال هنا للحظة ياصغيري

التفت لها بعينيه السوداوين وسرعان ماتوجه نحوها وشعره الأسود الحريري تحركه النسمات الباردة

وقف أمامها ليقول بينما يحرك رجليه ويمسح ذراعيه بيديه عله يحظى على بعض الدفء : مالخطب عمتي آريا

أجابته بسرعة وهي تنظر لمصدر الضوضاء تارة وله تارة اخرى : مالذي يجري هنا بني ؟ مالخطب ؟ !

- لقد احترقت المخازن ليلة الأمس لذا سيدي كازومي يريد من جميع الفلاحين المثول عنده بأسرع مايمكن ..

بما فيهم عمي فلورنس بالطبع .. فإن كان مستيقظاً فأخبريه رجاءاً بالمثول بين يديه حالاً

اتسعت عيناها بدهشة عارمة وقلق شديد : المخازن !! احترقت !!

فجأة مرت الصور أمامها سريعة وقلبها يخفق بقوة مع كل صورة تظهر بلبها

كيف أن زوجها قد تأخر في تلك الليلة وكيف عاد ضجراً مكتئباً على غير عادته

وكيف احتجز نفسه في غرفته دون رغبة بالطعام أو الجلوس مع طفلتيه

لسبب ما .. اعتصر قلبها وشعرت بالريبة انما اكتفت بايمائة متفهمة أجابت بها تاتسو

والذي هم بالمغادرة لاكمال عمله لولا ان استوقفته هنهية وهي تنظر له بلطف

وسرعان ماخلعت وشاحها ولفته حول عنقه لتقول بحنان : قد يدفئك هذا قليلاً صغيري

ابتسم بخجل وامتنان ثم أومأ برأسه شاكراً وسرعان ماغادر ليكمل مهمته

بينما أطلقت آرياكو تنهيدة مثقلة محاولة افراغ ذلك الضيق الذي اعتراها فجأة

ساقت قدميها لغرفته ودخلت بهدوء وتأملت فراشه الذي لايزال يحتويه

اقتربت منه وجلست أمامه وبدأت تحركه بلطف : عزيزي استفق .. لقد حل الصباح

رفع الغطاء لوجهه وهو يقول بضجر : اتركيني ياامرأة .. متعب وأريد النوم

- عزيزي هناك أمر مهم رجاءاً استفق

عادت له ذكريات الأمس بينما لايزال على حاله

اعتدل جالساً بعد قليل وهو يبعد الغطاء عنه قائلاً بصوته الناعس : مالخطب ؟

أجابته بقلق : كازومي قد جمع الفلاحين معاً والعاملين في الحقل .. ويريدك ان تنضم لهم

اتسعت عيناه بدهشة وقلبه تتضطرب دقاته بخوف ..

قبض على الغطاء بقوة وقال بتردد بعد صمتِ قد طال : لما ؟

أجابته بحيرة : المخازن .. لقد احترقت كما سمعت .. لابد أن تاماكي بأوج غضبه الآن

ارتعش جسده ماان ذكرت اسمه وتسارقت دقات قلبه أكثر

بقي بصمته الذي زاد من حيرتها حتى ارتمى اخيراً على الفراش ودثر نفسه جيداً وهو يقول :

الجو .. بارد .. اخبريهم .. اني لااستطيع الذهاب .. اذهبي انتِ .. نيابة عني

نظرت له بدهشة تعصف بها التساؤلات والحيرة وظلت بصمتها تراجع اجابته تلك علها تجدي تفسيراً لها

حركت شفتيها لتتحدث لكن صوت الباب قاطعها بينما كان يُطرق بقوة

جلس فلورنس بسرعة بخوف لم يتمكن من اخفائه بينما صوبت ناظريها نحو الباب وسرعان مانهضت وخرجت من الغرفة متجهة نحوه

تنفست بعمق محاولة طرد الأفكار السيئة قدر ماتستطيع لتفتح الباب لترى مازاد من حيرتها ومخاوفها

فما عساه يكون

هنا ينتهي البارت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿
أميرة جَديدة..!ّ
أميرة جَديدة..!ّ
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿


مسآهمـآتــيً $ : : 340
عُمّرـيً : : 18
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/08/2015

بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . Empty
مُساهمةموضوع: رد: بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز .   بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 21, 2015 2:23 am


الفصل الخامس : لعنة الغراب




حركت شفتيها لتتحدث لكن صوت الباب قاطعها بينما كان يُطرق بقوة


جلس فلورنس بسرعة بخوف لم يتمكن من اخفائه بينما صوبت ناظريها نحو الباب

وسرعان مانهضت وخرجت من الغرفة متجهة نحوه


تنفست بعمق محاولة طرد الأفكار السيئة قدر ماتستطيع لتفتح الباب واذا بها ترى مازاد من حيرتها ومخاوفها


فما عساه يكون





حرك بصره متأملاً اياها من رأسها وحتى أخمص قدميها


نظراته المريبة تلك والابتسامة المخيفة التي ارتسمت على شفتيه جعلت قلبها يرتعش خوفاً


رفعت يدها لتلك الخصلات المتناثرة على وجهها وأبعدتها بتوتر واضح


بينما ازدادت ابتسامته اتساعاً بينما يقول بهمس : يالك من محظوظ أيها البريطاني .. لديك زوجة كالملاك


لم تنبس ببنت شفة لوهلة مفكرة في كلماته الوقحة تلك

وبعد هنيهة رفعت طرفها له بحدة ونطقت أخيراً بنبرة جافة : هل من خدمة تطلبها سيد تشين ؟


ظل يحدق بها ويتأملها بنظراته المخيفة .. همت بالحديث واذا بشخص يبعدها عن الباب ويتقدمها


- خيراً ؟


التفتت بسرعة ماان سمعت نبرته تلك مدركة على الفور غضبه


وقد كان يحدق بتشين بنظرات حارقة كما لو كان يود قتله


اقتربت منه وأمسكت بذراعه هامسة له : عزيزي ..


قاطعها آمراً : جهزي ملابسي .. سأذهب وتشين الى الحقل


أومأت بالايجاب وغادرت مسرعة وقلبها يضطرب بخوف شديد


بينما أعاد فلورنس ناظريه لتشين ونطق وهو يحاول السيطرة على غضبه : ماذا كنت تفعل ؟


تشين بابتسامته الباردة الواثقة : لاشيء .. أتيت لمرافقتك للحقل .. خشيت أن تفضحنا ان ذهبت بمفردك ..


فلورنس بهدوء : لاتقلق .. لن ألقي بنفسي في الجحيم أبداً


أكمل بداخله " ولن أسلم نفسي وعائلتي لك بعدما أيقتنه من دنائتك أيها الحقير :


تشين : زوجتك تنتظرك


قالها وأشار برأسه الى حيث كانت تقف آريا بارتباك وخوف تحاول اخفائهما


نظر لها فلورنس وقلبه يشتعل غضباً بصمت حالما أدرك نظرات تشين المريبة و الجريئة لها


توجه لها وأمسك يدها بعنف ثم أدخلها للغرفة ودخل معها


نظرت له بخوف ونكست رأسها على الفور وهي تضم يديها لبعضهما بارتباك شديد


أمسك ذراعها بقوة وقال بهمس غاضب : ماذا قال لكِ قبل أن آتيكما


ارتعش جسدها وظلت بصمتها بخوف وقد تحجرت الدموع بمقلتيها


هز ذراعها بعنف وهو يهمس بغضب أكبر : تحدثي


انهمرت دموعها وقالت بخوف : لا .. شيء .. سألني عنك .. و .. و..


- قولي الحقيقة !..


انسابت الدموع من مقلتيها بغزارة وقلبها يضطرب بشدة في جوفها


تنهد بعمق محاولاً السيطرة على نيران الغيرة التي اشتعلت بقلبه وتوجه الى حيث وضعت الثياب ثم استبدل ملابسه بسرعة


توجه بعدها نحو الباب ورمقها بنظراتٍ غامضة بينما كانت لاتزال منكسة طرفها ودموعها على وجنتيها


همس لها : لاتفتحي الباب قبل أن تسألي عمن خلفه في المرة القادمة .. فأنا حقاً .. أخشى عليكِ آريا


رفعت عينيها الباكيتان له وهي تنظر له نظراتٍ حائرة .. ثم ابتسمت باطمئنان ودفنت رأسها بحجره


- آسفة .. أعدك .. لن اكررها مجدداً


ربت على رأسها بهدوء ثم أبعدها بلطف وهو ينظر لها نظراتِ تخفي الكثير

نظراتٍ لم تفهم معناها

لكنها آلمت قلبها بشدة واخترقته

كما لو أنها تنذرها .. بلعنة على وشك الحدوث


دلف بعدها الى خارج الغرفة بينما هي لاتزال تتأمله بحيرة شديدة





مسحت عينها بكفها الصغيرة وهي تنهض من فراشها البارد وتوجهت لخارج الغرفة حاملة دميتها المهترئة


نظرت لوالدتها التي كانت تقف أمام الموقد تطهو بشرود وقد غلف القلق والخوف معالم وجهها


اقتربت منها بضع خطوات وقالت ببرائتها المعهودة : ماما أريد طعاماً .. جائعة


بدا وكأن آرياكو لاتسمعها فاقتربت اكثر وقالت بضجر وهي تشد طرف ثوبها : ماماا جائعة


التفتت لها آرياكو باستياء : هارو !! كم مرة حذرتكِ من التصرف بهذه الطريقة الفظة؟!


نفخت هارو خديها باستياء طفولي : ماما ماذا فعلت الآن .. أنا جائعة وأنتِ لم تسمعيني حتى


استدارت لها قاطبة حاجبيها باستنكار ووضعت يديها على خصريها : لم أسمع ماقلته تواً .. أوليس كأنكِ تجاوزتِ حدودكِ أيتها الصغيرة الشقية .. انكِ حقاً بحاجة للتأديب ..


- تأديب !! .. كل هذا لأني جائعة ؟


هذا ماقالته هارو بتعجب وتذمر لتزيد من استياء آرياكو التي نفذ صبرها فأمسكت بيدها بقوة وساقتها نحو الجدار


أوقفتها أمامه ونظرت لها بحزم وهي تقول : ارفعي يديكِ وساقكِ ولاتبرحي مكانكِ والا ضربتكِ بالعصا


تنهدت الطفلة بيأس وضجر وقالت بتململ : ماما .. أنا جائعة .. مالخطأ الذي فعلته الآن لتعاقبيني ؟


عقدت آرياكو يديها أمام صدرها وهي تنظر للطفلة باستنكار واستياء : لاتعرفين بما اخطأتِ ؟ تعاملين والدتكِ كالخادمة .. حتى أنكِ لم تلقي تحية الصباح علي .. اضافة الى تلك النبرة الآمرة التي تطلقينها واجاباتكِ الغير مهذبة التي تنطقين بها باستمرار حالما تحدثت .. أنتِ لاتعرفين معنى اللباقة حتى ..


كانت هارو تحرك قدميها بتململ وهي تلعب بدميتها متجاهلة ماتقوله والدتها

واذا بجسدها يرتعش اثر تلك الصرخة الغاضبة التي اطلقتها آرياكو : لاتتجاهليني حينما أحدثكِ .. لقد ازدادت وقاحتك أيتها الطفلة المشاكسة


نظرت لها هارو بخوف بينما أمسكت آرياكو العصا وبدأت بضرب هارو على ظاهر قدميها من الخلف فأخذت تصرخ وتبكيبشدة


مما جعل هانا الصغيرة تستيقظ اثر سماعها لصوتها وتخرج ناعسة من غرفتها


وحالما رأت غضب والدتها وعقابها اختئبت فوراً خلف الباب وأطلت برأسها متعجبة خائفة





- كما أوصيتك فلورنس .. لاتبدي لهم أنك خائف أو مرتبك والا فُضح أمرنا


أومأ له فلورنس بالايجاب وتوجها للحقل حيث كان يقف الفلاحين أمام نائب الرئيس " كازومي "


والذي انتظر حتى اكتمل عددهم فبدأ يقول بعد حديث مطول دار بينه وبين كبار القرية


[اذاً .. تعلمون جميعاً لما اجتمعنا هنا .. يؤسفني قول هذا .. لقد احترقت المخازن بأكملها .. وسرقت الأموال ..


واختفى تاماكي ..المسؤول عن المخازن والحقول .. كل مااجتهدنا لجنيه خلال هذا العام .. لقد احترق وأصبح رماداً ..


انها كارثة حلت بقريتنا لم يسبق لها مثيل خلال الأعوام العشر السالفة .. أشعر أن بالأمر مكيدة ما ..


لكننا لم نتأكد من ذلك بعد .. وحتى نعرف ونكتشف حقيقة هذه الحادثة الغريبة ..


يجب أن نتعاون جميعاً لمساعدة القرية وتعويض ماخسرناه ..


الشتاء على الأبواب وبدون مااذخرناه في المخازن لن نتمكن من سد احتياجاتنا ..

لذلك سنقوم بشراء الطعام من المدينة ..


وحتماً ستكون أسعاره باهظة للغاية . لذلك نأمل تعاونكم ومساعدتكم ..


فكل مانفعله ونبذله من جهود ستعود حتماً على القرية بالنفع قبل ان ننتفع منها نحن ]


أكمل كازومي خطبته تلك وبدأوا بجمع التبرعات والمساعدات ممن يمكنه تقديمها ..


بينما كان هناك أعين خفية تراقب مايحدث مترقبة أي خيط قد يدلها على الفاعل ..

متفرسة وجوه الفلاحين


تستسقي منهم أي بادرة تدلهم على هدفهم المنشود .. !


تنفس فلورنس بعمق وقلبه يأبى أن يهدأ من خفقانه المستبد .. وتقدم حالما حان دوره نحوه معاون كازومي


والذي رمقه بنظرة آمرة بمعنى أفرغ مابجيبك وقدم المساعدة للقرية


رفع فلورنس رأسه وبتردد قال : أعتذر .. لايمكنني المساعدة .. فمالدي من مال بالكاد يكفي لسد احتياجات عائلتي


أجابه كازومي ساخراً : معك حق .. انه لايكفي لمساعدة قريتنا التي لاتنتمي اليها صحيح ؟.. انما يكفي لتزويد جيوش العدو بما يحتاجونه من مال وعتاد لقتالنا ..


نظر له فلورنس بدهشة مستنكراً مايقول بينما أكمل كازومي آمراً : أفرغ جيبك أيها البريطاني القذر !


قبض فلورنس يده بقوة وهو ينظر لكازومي وذكرياته ترتسم في عقله بينما قلبه يعتصر ألماً


- منذ متى وأنتم تعاملونني بهذه الطريقة كما لو كنت غريباً عنكم ؟! .. لقد عشت هنا .. اليابان بمثابة موطني الثاني ..

لكنكم جميعاً في الآونة الأخيرة تنظرون لي باحتقار كما لو كنت المسؤول عن هذه الحروب والمناوشات السياسيةالتي تدور بين زعمائنا وزعمائكم .. ماشأني وماشأن عائلتي لنمسي ضحايا هذه الحرب الجائرة ؟!
أوتراني حملت سلاحاً لقتالكم ؟!
هارو تنتظر منذ مدة طويلة الحلوى التي وعدتها بها .. هانا تنتظر بلهفة موعد انضمامها وشقيقتها لبقية الأطفال .. لتكون تلميذة مثلهم .. وزوجتي .. لاتحلم بأكثر من حياة هادئة تكفينا لنمضي قدماً سعداء ..نعيش حياة بسيطة رغيدة هانئة .. لما تفعلون بنا هذا ؟


نظر له كازومي وهو يبتسم ابتسامة جانبية خبيثة وهمس له : لن أتعجب ان كنت خلف مايجري في هذه القرية من كوارث .. سيد فلورنس .!


أشار بعدها لتشين بأن يتقدم وكان هذا الأخير ينظر لفلورنس بغضب مكبوت هامساً بداخله :
" تباً لك فلورنس .. أقسم انك من سيفتضح أمرنا بسببه .. يجب أن أتخلص منك قريباً ..
فأمثالك تقودهم شخصيتهم المسالمة الساذجة لقول الحقائق المهلكة دائماً .. لن اتركك حتى ذلك الحين ..
سيكون هذا اليوم آخر يومٍ تمضيه بأحضان عائلتك "






حل المساء واختفت الشمس خلف الأفق مخلفة تلك الظلمة الحالكة برحيلها ..


بينما ظهر القمر من بين الغيوم راسماً بعض الضياء في العتمة .. يختفي حيناً ويبدو حيناً آخر
فُتح الباب أخيراً منذراً بعودته للمنزل ..


لم يقل شيئاً واكتفى بأن خلع حذائه العتيق واجتاز عتبات المنزل الصغيرة ليدخل بعدها الى غرفة المعيشة


قلب ناظريه في أرجائها حتى وقع بصره على آرياكو التي كانت تجلس أمام الطاولة الصغيرة


والتي احتوت على بعض الأطباق المغطاة .. وعلى جانبها كانت تجلس هانا بصمتها المعهود


اقترب نحوهما وقال بحيرة : مابكم ؟ انها المرة الأولى التي يبدو فيها المنزل بهذا الهدوء .. ثم أين هارو ؟


نظرت له آرياكو وعلى وجهها علامات البرود والاستياء : مرحباً بعودتك .. كيف كان يومك ؟


أجابها وهو يجلس مطلقاً تنهيدة متعبة : لاشيء جيد البتة .. ماذا حضرتي لنا من عشاء ؟


فتحت الغطاء لتكشف عن طبق الأرز مع الخضار وبجانبه ابريق الشاي


تنهد بضجر والتفت لها وهو يقول بسخط : ودائماً هذا هو عشائنا ؟ سئمت هذا لما لاتقومي بطهي شيء آخر لنا


أجابته بهدوء : مثل ماذا ؟


- اللحم أو السمك أو الدجاج .. بيض أي شيء آخر مللت هذه الأطباق


أخذت طبقه وبدأت بملئه بالرز وهي تقول : ومن أنّا أحضر لك هذا الطعام عزيزي .. تعلم أن هذا كل مانملكه


تنهد بعمق وهو يتذكر ماقاله كازومي له في الصباح وتمتم بغيظ : لتأتي أيها الحقير وتشاهد حالنا هذه قبل ان تتفوه بتلك الترهات


نظرت له بتساؤل : أحدث أمر ما ؟


أجابها وهو يأخذ عيدان الطعام ويهم بالأكل : بل قولي مالذي لم يحدث .. بت منبوذاً الآن لأنني بريطاني الأصل .. وكأنني لم أتحمل العيش بهذه الحال التعسة طوال السنين الثمان الماضية


صمتت لوهلة ثم قالت وهي تنظر له بجدية : نادم على زواجك بي والعيش هنا ؟!


نظر لعينيها ملياً بغضب مكبوت ثم قال وهو لايزال ينظر لهما : لست متفرغاً لشجار آخر سيدة آرياكو


ابتسمت مصدرة صوتاً لضحكة قصيرة ساخرة : هه .. يبدو أن رفيقك الجديد ذو تأثير عظيم ليغيرك بهذا الشكل


ترك فلورنس أعواد الطعام على المائدة وتنهد بعمق ثم نظر لها : مالذي تريدين أن تصلي له الآن ؟


بقيت تنظر له بصمت وهدوء غاضب حتى التفتت بعد ثوانٍ لهانا وأشارت لها بالعودة لغرفتها


فاستجابت بسرعة طائعة ودخلت الغرفة وأغلقت الباب ثم التفتت للخلف وأسرعت نحو شقيقتها التي كانت مستلقية على الفراش


- هارو هارو .. بابا وماما غاضبان


نظرت لها هارو بوجهها الباكي المستاء : سأخبر بابا عما فعلته بي أمي انظري .. هذا مؤلم


نظرت هانا لقدمي شقيقتها اللتان احمرتا وبدت آثار العصا واضحة عليهما ثم قالت بخوف : مؤلم .. جداً ؟


اومأت هارو بالايجاب : أكل هذا لأني أردت تناول الطعام ... أنا جائعة .. أمي لاتحبني لقد حرمتني من الطعام طوال اليوم


هانا ببراءة : أنتِ السبب .. طريقتكِ في الحديث مع أمي مستبدة وغير لبقة بتاتاً


هارو بغضب : بل أمي امرأة متوحشة وسيئة .. أبي أفضل منها بكثير


واذا بهما تسمعان صوت صراخ والدهما يعلو تبعه صوت والدتهما الغاضب


هانا بخوف : يتشاجرا !!


اعتدلت هارو في جلوسها بقلق وتوجهت كلتاهما نحو الباب وفتحتاه قليلاً وهما تراقبان مايحدث




قبل وقت قصير :


التفت لها ماان دخلت الطفلة الغرفة وقال بغضب مكبوت : مالذي .. تريدين ان تصلي له آرياكو؟


أغمضت عينيها لبرهة محاولة تهدئة غضبها ثم فتحتهما والتفتت له من جديد : ماصلتك بالمدعو تشين ؟


رفع أحد حاجبيه مستنكراً ثم عقد ذراعيه أمام صدره وهو يقول بنبرة ساخرة :
منذ متى وزوجتي الحبيبة تتدخل بشؤوني الخاصة وتختار أصدقائي ايضاً ؟


أجابته بثقة : منذ الآن .. طالما لايمكنك حماية نفسك من الوقوع في الخطأ فسأفعل وسأوقفك قبل أن تلقي بنفسك وبنا الى الهاوية


اتسعت عيناه بدهشة لما سمعه ثم عقد حاجبيه بغضب ونهض وهو يقول : تماديتِ آريا .. تماديتِ كثيراً .. بعد كل ماأفعله وأعانيه لأجلكم هذا كل ماالقاه منكِ ؟!! ألا يكفي انني تحملت هذه الحياة العفنة والمعيشة القاسية .. الاذلال والاهانات والجوع والتعب والمعاناة .. وقد كنت مدللاً في عائلتي .. كنت أعيش مرفهاً والآن ماذا !!


نظرت له بألم وحزن تخفيهما بينما أكمل بغضب : انظري كيف أصبحت يداي .. يداي اللتان لم تمسا التراب يوماً أنهكتا ثمان سنين في العمل والحفر واختلطتا بالقذارات والأسمدة واسودتا بسبب أدوات الزراعة المتعبة الثقيلة ..

برأيكِ كل هذا لمن ؟! .. أليس لأجلكِ .. لأجلك ضحيت بكل شيء جميل عشت معه وتخليت عن أحبتي وعائلتي .. لأمضي كل هذه السني أقاسي وأتحمل الآلام والمعاناة وكل مالم أعتد على عمله يوماً .. وفي النهاية أنا من سيقودكم للهاوية صحيح ؟!
كم هذا عظيم منكِ زوجتي الحبيبة .. شكراً لثقتكِ .. شكراً لتقديركِ ..


قاطعته وهي تصرخ بحزن وأسى : فلورنس يكفي ..


انهمرت الدموع التي احتجزتها طويلاً بينما تقول :


" أعلم كل هذا .. أعلم كم أفنيت عمرك وضحيت لأجلي ..
أنا أحبك حقاً فلورنس .. أنت .. لست زوجي وحسب .. انك أول وأجمل حب عشت حياتي لأجله ..
أنا حقاً خائفة من أن أفقدك .. أشعر بأنك بت تبتعد عني أكثر فأكثر .. وكلما ازدادت المسافة بيننا ..
أشعر أني أوشك على خسارتك .. والهلاك قريب للغاية مني .. أرجوك لاتتخلى عنا .. من أجلنا كن بخير.. أرجوك ..
عدني أن يكون كل شيء بخير وأطفأ هذه النيران التي أضرمتها بقلبي"



أشاح بوجهه وهو يستمع لحديثها والحيرة تملأ قلبه .. واذا بعينيه تقعان على تلكما الطفلتين اللتان تختبئا خلف الباب


تنهد بعمق محاولاً السيطرة على غضبه ولملم شتات نفسه ثم أشار لهما باالاقتراب
نظرت كل منهما للأخرى ثم سارتا بتردد نحو والدهما ..

والذي ماان وصلا له حتى عانقهما بحنان وأخذ يخلل أنامله بشعرهما


- هل تناولتما عشائكما صغيرتاي ؟


أجابته هارو باندفاع : لا بابا .. أنا لم أتناول طعام الافطار ولا الغذاء ولا العشاء .. جائعة


نظر لها بدهشة : ولما لم تفعلي ؟!!


نظرت لها هانا مشيرة بالنفي بقلق محاولة ردعها عن الحديث بينما لم تلتفت لها هارو وأكملت تقول باحتجاج


- ماما حرمتني من الطعام وضربتني بالعصا بشدة انظر لساقي


نظر فلورنس بقلق لساقها ولآثار العصا بها ومسح عليها بأنامله بدهشة : ولما فعلت هذا بكِ ؟!


هارو بتذمر وشكوى : فقط لأني قلت .. أنني جائعة


نظرت لوالدها بخوف حالما شاهدت الغضب يعلو قسمات وجهه بينما ينهض


التفت بعدها لآرياكو التي كانت تنظر لهارو متوعدة بغضب


واذا بكفه تعانق خدها بقوة راسمة أثراً واضحاً لصفعته التي خلفت ورائها جرحاً عميقاً بقلبها


وصدمة كبيرة .. لم تكن لتتوقع حدوثها يوماً ما !!

انتهى البارت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿
أميرة جَديدة..!ّ
أميرة جَديدة..!ّ
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿


مسآهمـآتــيً $ : : 340
عُمّرـيً : : 18
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/08/2015

بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . Empty
مُساهمةموضوع: رد: بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز .   بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 21, 2015 2:27 am

الفصل السادس \\ معزوفهه القمر


أعين بريئة .. اتسعت بدهشة لذلك المشهد المهول


منظر لم يروه أو يألفوه مسبقاً


ضمت كل منهما يد الأخرى بخوف وحيرة وهما يترقبان تلك القنبلة التي توشك على
الانفجار


أما هو .. فتوقف مفكراً لوهلة .. متسائلاً حائراً في أمر نفسه


نظر ليده بذهول ثم لها وقد بدت واجمة تجسدت الصدمة في ملامحها جلية


تراجع بضع خطواتٍ للخلف


حتى قادته قدماه نحو المخرج بخطواتٍ مسرعة


هي .. التزمت الصمت ولا شي سواه


تملكها بعد أن توقعت كما توقع البقية أن تنفجر باكية


أو أن تعاتبه وتبدأ بالصراخ عليه وتأنيبه


لكنها صمتت ... كمرآة كسرت وتهشمت في لحظة واحدة


مر شريط ذكرياتها سريعاً في ذاكرتها

تلك الصفعة .. تعني لها الكثير


فحبيبها ذاك كان قد عاهد نفسه على ألا يمس شعرة منها بسوء


ابتسمت تلقائياً حالما تذكرت ذلك اليوم .. حينما أهداها زهرة الجوري الندية


وحينما أمطرها بكلماته المعسولة التي لطالما أخجلتها وأسعدتها في آنٍ واحد


حتى تشعر بأنها ملكة هذا العالم .. وحدها ولا سواها تشاركها مكانتها تلك


تنهدت بثقل كبير وقد اخفت ابتسامتها مجدداً خلف ستار الماضي


والدموع تحجرت بعينيها .. آملة أن تجد ولو بصيص أمل .. يعيدها للماضي الجميل


مسحت بأناملها ماتقاطر من دموعها ونهضت بهدوء وقد ادارت طرفها نحو ابنتيها


واللتان أرهقمها الانتظار فغفت كلاً منهما على الأخرى بمنظر طفولي جميل


ابتسمت بحنان واقتربت منهما معانقة اياهما كأنما تبحث عما فقدته بداخلهما ..

بأحضانهما الدافئة المفعمة بالحنان والبراءة النقية


ظلت على تلك الحال لفترة تعاتب نفسها وتلومها على مافعلته بصغيرتها ... وتراجع أخطائها


نعم .. أخطئت كثيراً .. انني استحق ماجرى لي .. كنت بحاجة حقاً لما يوقظني من غفلتي وجهلي


نظرت نحوهما مجدداً بندم وأسى .. ثم قبلت جبين كل منهما وحملت هانا لغرفتها


بينما أيقظت هارو بلطف وحب ... فتحت الأخيرة عينيها بنعاس وتعب وماان رأت أمها

حتى شهقت بفزع وأغمضت عينيها منتظرة العقاب


ابتسمت أرياكو باشفاق وأسف ثم عانقتها ومسحت على شعرها برفق


- تناولي طعامكِ حبيبتي قبل أن تخلدي للنوم


نظرت الطفلة لوالدتها بدهشة هنيهة .. ثم أومأت بالايجاب بسعادة وقبلت خد والدتها بمرح : ماما أحبكِ


قالتها وأسرعت للمائدة بعدها وبدأت تتناول الطعام بشراهة وأرياكو تتأملها بابتسامة هادئة محبة




صوت حذائه العتيق يعانق تلك الحشائش الذابلة قطع سكون المساء


كان يسير على غير هدى .. ليس يعلم أين يقصد


توقف في منتصف ذلك الحقل الواسع وذكرياته هناك لا تنفك تهاجمه بشراسة مؤنبة اياها مازقة أحبال قلبه تعتصره بها


الضياع وحده هو ماتملكه في ذلك الوقت .. الشعو

ر بالوحدة .. الغربة .. الاختناق .. والنهـاية


لقد أنهى كل شيء جميل بعدما سيطر الانتقام على قلبه لفترة قصيرة !


جلس على الأرض بأسى وشد على الأعشاب بقبضته المتعبة


" مالذي جرى لك فلورنس .. لما غدوت هكذا .. أشعر انني أدور في دوامة لانهاية لها ..

كيف أصبحت بهذه الحال .. ولما غدوت .. وحيداً هكذا .. أم انني كنت كذلك دون أن أدرك .. أرياكو .. أنقذيني .. أشعر بالضياع حقاً "


رفع رأسه يراقب تلك السماء الحالكة السواد وقد ابتسم ساخراً بأسى :


حتى أنت هربت هذه الليلة أيها القمر .. ألا يمكنك مواساتي قليلاً .. مضى زمن مذ

اجتمعنا تحت سقفك .. متى سنفعل هذا مجدداً ؟ متى ؟


تنهد بثقل وهو ينكس رأسه ويتمتم بضياع : متى .. متى ؟


نهض بعدها وعاد يسير في طرقات القرية وحقولها كما لو كان جسداً خاوياً لاروح فيه


سيطرت عليه آلامه واستحوذت على كل بذرة أمل تملكت قلبه سابقاً


وفجأة .. وجد قدماه تقودانه نحو ذلك المنزل المعتم ... والذي لم يتصور أن يقصده يوماً ما ... ويطرق أبوابه




ربتت على طفلتها بعدما دثرتها .. وماان غفت حتى بقيت قليلاً تتأملها بشرود


نهضت بعدها وعادت لغرفتها تتأمل فراش زوجها الخالي ..


جلست بجانبه ومسحت بكفها عليه بشوق


رغم أنه كان معها منذ سويعاتٍ قليلة .. الا انها اشتاقت لأن تشعر بوجوده كالماضي


وللحياة التي كانت تدب به فيبعثها لمن حوله بابتسامته المشرقة ومرحه وشقاوته

وتصرفاته الطفولية التي لطالما أحبتها


ابتسمت والحنين يمزقها ودموعها استسلمت وعانقت خديها


تنهدت بعمق ثم نهضت وهي تمسح دموعها وارتدت وشاحاً يدفئها .. ثم خرجت من منزلها بعدما ارتدت حذائها


سارت في الطرقات باحثة عن أي أثر له والخوف قد تسلل لقلبها واتخذ مكانه منه


مضى الوقت واليأس قد بدأ يتسلل لقلبها شيئاً فشيئاً ..

ولم يكن بامكانها الابتعاد أكثر عن المنزل وترك طفلتيها وحيدتين


عادت خائبة بقلق وأسى .. وجلست تنتظره امام عتبات منزلها العتيقة


آملة أن يعود سريعاً .. فيطفأ ذلك الجحيم الذي يحرق قلبها






- اوه .. انظروا من لدينا .. فلورنس ؟! وفي هذا الوقت من الليل ؟! عجباً ماذا حل بكِ .. هل طردتك جميلتك ؟!


أغمض فلورنس عينيه في محاولة ليستجمع هدوئه .. لايعلم حقاً لما قد لجأ لشخصٍ قذر كتشين ...


كل مايعرفه .. أن قلبه وقدماه قاداه الى هذا الطريق .. فتح عينيه قاطعاً حبل تلك الأفكار التي داهمته على حين غرة


وقال ببرود وهو يدخل : بل رأيتك في أسوأ كوابيسي .


ضحك تشين ساخراً وهو يغلق باب المنزل ... رمق فلورنس بنظرة تخفي الكثير بينما كان الأخير يخلع حذائه ويجتاز عتبات المنزل ...


ابتسم بمكر مجيباً له : شكراً لهذا الكابوس اذاً .. وأكمل مخاطباً نفسه :


" فقد جعل الأمور سهلة للغاية بقدومك بنفسك لي وفي مثل هذا الوقت .. هه أظنه يوم حظي "




- اذاً فلورنس لم تخبرني مالذي جرى معك لتأتيني بهذا الوقت


كان ذلك ماقاله تشين وهو يقدم طبق الطعام لفلورنس الذي كان شارد الذهن


أجابه وهو لايزال ينظر للفراغ متكئاً على الجدار وقد ارخى احدى ساقيه وأسند ذراعه للأخرى :
لاشيء .. سوى أنني أدركت مكاني الحقيقي في هذا العالم


- ههه ياه كم هذا مبكر .. اللتو تعرفه .. وماذا اكتشفت اذاً ؟


نظر له فلورنس بهدوء وقال وهو يمسك كأس الماء : اكتشفت أنني .. غريب عن هذا المكان .. أني لا انتمي له


ابتسم تشين برضاً دون أن يعقب على كلامه بينما ارتشف فلورنس بعض الماء وأعاد الكوب لمكانه


نهض بعدها وارتمى على الفراش الذي جهزه له تشين وتدثر جيداً وهو يقول : أريد النوم بعد اذنك .. سنتحدث غداً


تشين بابتسامة خبيثة : بكل سرور


نهض بعدها وخرج من الغرفة .. رمق فلورنس ذلك الباب بنظراتٍ تخفي الكثير


نظراتٍ صيرته وحشاً مخيفاً يخبأ في جعبته حيلاً خطرة لايمكن لأحدٍ التنبؤ بها


وخبأ ذلك الهدوء الذي يسبق العواصف المهلكة .. فمالذي يترقبه ويخطط له ؟!



مرة أخرى .. تدلى عنقها وهي مغمضة العينين .. ففتحتهما بذبول ونعاس محاولة المقاومة


واعتدلت في جلوسها من جديد وهي ترمق بعينيها الناعستين فراشها الذي لازال بارداً
ارتدت وشاحها من جديد وسارت خطواتٍ نحو الباب


فتحته وسارت نحو الخارج .. ترقب ذلك الطريق الطويل ... منتظرة أن يمثل طيفه أمامها ولو للحظة


أفرغت بعضاً من ثقل قلبها بتنهيدة قوية ثم عادت للداخل وأغلقت الباب
وقفت هنيهة كما لو أنها تذكرت شيئاً ما ..


فأعادت فتح قفل الباب ونظرت له مجدداً بارتياح فهكذا سيتمكن زوجها من الدخول حتى لو سرقها النوم من عالمها


عادت لغرفتها وأنزلت الوشاح عن كتفيها ثم وضعته على الفراش .. وبقيت تفكر قليلاً بأسى


واذا بصوت باب غرفتها يفتح بهدوء ... التفتت وهي لاتزال مبحرة بأفكاره معتقدة أن ذلك الوافد هو احدى طفلتيها


واذا بها ترى ظلاً غريباً طويلاً ..


رفعت طرفها تدريجياً وعيناها تتسعان بدهشة .. حتى وقع بصرها على ذلك الرجل الذي كان يبتسم بخبث


ظلت تنظر له بذهول غير مصدقة مايجري .. كيف دخل لغرفتها .. كيف تمكن من فعل هذا ..


وكيف تجرأ على المجيء بكل وقاحة في هذا الوقت .. كيف لم يخشى أن يكون فلورنس في المنزل


هاجتمها كل تلك التساؤلات حتى كادت تتمنى الموت في تلك اللحظة واستغاثت به قائلة بصوت مختنق : فلورنس .. لما تركتني


بينما اقترب الآخر بخطواتٍ واثقة كما لو أنه يدرك تماماً أن زوجها لن يجيئها مهما حاولت


مما جعل الخوف يتملك قلبها أكثر فأكثر .. تراجعت للخلف في محاولة يائسة للهرب منه


بينما مد يده ليمسك يدها فأبعدتها بسرعة وهي تصرخ : اتركني وشأني اخرج من هنا اخر....


أغلق فمها بيده بسرعة بينما يده الاخرى تقبض على يدها بقوة .. وهمس بمكره المعهود : زوجكِ رحل للأبد .. أنتِ وعائلتكِ الآن ملكي .. آرياكو


بذهول كانت تطالعه غير مصدقة لما يجري .. وكأنما دخلت كابوساً فضيعاً


لحظات من الخوف والجزع .. لحظات كما الموت حلت عليها


سبقت تلك العاصفة التي هبت دونما رحمة تقتلع كل شيء حولها


فجأة .. تناثرت دماء لم تعرف مصدرها .. وسقط ذلك الرجل الذي كان للتو أمامها جثة بلا حراك


بينما هي لاتزال بذهولها لم تسكن بعد نبضات قلبها عن الهذيان


لاوقت للراحة أو للهدوء .. فذلك الشخص الذي أتى من العدم بدأ ينهال على عدوهت بضربات مخيفة جنونية


بذلك المعول القديم .. والذي غطته الدماء


لم تتمالك نفسها بعد ذلك المنظر البشع .. وتلك الاحداث المرعبة ... بدأ الدوار يداهمها بقسوة .. وسرعان ماخرت على الأرض بلا حراك


بينما بدأ يضحك بنصر بعدما أنهى ماخطط له في لحظات جنونية لم يكن فيها عقله ملكاً له


وتهاوى بعدها على الأرض وهو يلهث بتعب ويرمي مابيده وهو يتمتم :
اللعنة عليك تشين .. اللعنة عليك .. لقد قتلتك أخيراً .. أخيراً تخلصت من لعنتك أيها الغراب .. أخيراً تحررت .. تحررت من سجنك أيها الحقير ..


تلك القهقهات تحولت فجأة لشهقات أطلقها دونما ادراك ..


أسند رأسه لكلتا يديه وشرع في البكاء بحرقة صامتاً .. محاولاً اخفاء صوته مع سكون الليل


بينما ظهر القمر من بين الغيوم .. ليشهد على الجريمة الثانية ... في اوساكا ..

انتهى البارت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿
أميرة جَديدة..!ّ
أميرة جَديدة..!ّ
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿


مسآهمـآتــيً $ : : 340
عُمّرـيً : : 18
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/08/2015

بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . Empty
مُساهمةموضوع: رد: بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز .   بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 21, 2015 2:27 am


البارت السابع \\ وحش المساء




صوت خطواته قطع الصمت وهو يغادر الغرفة

بينما رمقه الآخر بنظرات حاقدة شيطانية

كل منهما يخطط للأمر ذاته

انما .. من سينتصر ؟!

دخل غرفته وانتظر قليلاً حتى يأخذ المخدر الذي وضعه في الشراب مفعوله من جسده

ثم عاد للغرفة وتوجه نحو فراشه بحذر

كان يعلم بأنه لم يشرب الكثير

وبأن قدر ماتناوله لم يكن كافياً ليدخله ذلك السبات العميق

انما هو كافٍ لجعله لايقوى على المقاومة

بخفة وضع الوسادة فوق وجهه وضغط عليها بكل قوته

وكما توقع استفاق عدوه وبدأ يحاول المقاومة فزاد من ضغطه على الوسادة

همس بشر وحقد : لكم تمنيت تمزيق جسدك وقتلك بما تستحق أيها البريطاني .. يؤسفني انني مضطر لقتلك بسلاح سخيف كهذا .. حقاً هو أمر مؤسف

سكنت حركته تماماً فنهض تشين عنه بابتسامة انتصار

وقبل أن يخرج انحنى عليه ليتأكد من موته

فعلت ثغره ابتسامة مطمئنة وألقى الغطاء على وجه فلورنس الشاحب

هم بالمغادرة بينما يخطط لخطوته التالية

لكن كفاً متعبة أمسكت ساقه توقفه عن الحراك

التفت ليراه يفتح عينيه بذبول وهو يسعل مقاوماً بتحدٍ لمع بعينيه

ابعد ساقه عن قبضته بقوة وركله وهو يقول بحقد : لم تمت بعد .. يبدو أنك تفضل الطرق الأصعب ..

ابتسم الآخر ابتسامة شاحبة وخاطبه بثقة : أنا .. أم .. أنت ؟

تسائل بداخله عما يقصده ذاك الذي نعته بالمجنون

وهم بركله ثانية لكن الأخير ابتعد بعزم وهجم عليه وقد استعاد بعضاً من قوته

بدأ العراك بينهما لفترة .. عراك صامت عنيف نهايته هي الموت !

فلورنس والذي استنفذ طاقته ولم يعد بمقدوره الحراك أكثر ضعف عن القتال

مما أعطى خصمه الفرصة للنيل منه لينهيه تماماً

القى به بقوة على تلك المكتبة الخشبية الممتلئة بالتحف والصحون الفخارية

اصطدم بها فسقط جسده على الأرض بينما تساقطت الأواني عليه مخلفة جروح متفرقة بجسده المتعب

قطرات الدماء التي ملئت تلك البقعة وسكون جسده

أكدا له موته المحتم ..

تراجع للخلف فهذه المرة لايمكنه اخفاء جريمته

أسرع نحو غرفته ونظر يميناً وشمالاً محاولاً ايجاد خطة سريعة للهرب

اخذ حقيبة النقود المسروقة وخبئها بحرص تحت بعض الملابس التي أقحمها في الحقيبة

ثم هرول نحو الخارج وقبل ان يخرج تماماً القى نظرة أخيرة نحو فلورنس

ثم أكمل طريقه هارباً ..

عبر الجسر المجاور للحقل بخفة وهو ينظر يمنة ويسرى مختبئاً من أي ظل يلحظه

كان المكان المظلم خالياً حينها

لكن ما أذهله وأرعبه هو الطيف الذي توجه للحقل في مثل هذا الوقت

حتى اتضحت له الرؤية وبدت له .. بوجهها الذي كسى الخوف تفاصيله

بينما بدا أنها تبحث عن شيء مهم للغاية بحيث حرمها لذة الرقود في تلك الساعة

استدرك فوراً .. انها تبحث عن زوجها .. والذي قتله تواً

ابتسم بمكر وقد داهمته فكرة شريرة جديدة

انتهى دوره في هذه المكان على كل حال .. فلما لا يحظى عليها كذلك قبل الرحيل

هذا مادار في خلده قبل أن ينطلق خلفها ..

ويبدأ بخطة وحشية أخرى يستتم بها جرائمه التي بدأت في ازدياد




بدأت الدماء تسيل من جسده بينما عدوه غادر تاركاً اياه يموت ببطء

لوهلة هاجمته كوابيس مخيفة وهو معلق بين الموت والحياة

عاد به شريط الذكريات سريعاً لكل الأيام الماضية التي عاشها

والده واخوته .. عائلته وقصره الكبير الفاخر وحياته المرفهة

حبيبته التي غدت زوجته وطفلتيه الوحيدتين الصغيرتين

منزله العتيق وحياته الهادئة الريفية

التحول الفضيع بعالمه .. أجل تقلبات مستمرة تداهمه بتحولها المستمر

هل يفارق كل هذا الآن

هل يتركهم خلفه جميعاً

وحدهم !!

صورة ارتسمت أمامه فجأة ... لايعلم لما داهمته .. لكنها حتماً انبئته بالخطر القادم

" آريا حبيبته مع ذلك المعتوه تشين .. تقف أمام الباب .. يهمس لها"

حدسه كرجلٍ وكزوج .. بأن هذا الشخص .. يحاول فعل أمر خاطيء دنيء

تحركت أصابعه المرتعشة آنذاك

أحكم قبضته تدريجياً وفتح عينيه بذبول

رغم كل ماألم به.. نظر للأمام بعزم وقوة .. يجب أن ينقذها .. لايمكنه أن يرحل هكذا

تاركاً اياها طعماً بين يدي عدوه

رفع يده لذلك الجرح النازف برأسه

و نهض بمحاولة يائسة للتوازن

استرخى قليلاً ريثما يستعيد بعض قوته

ثم نظر للخارج وسار من جديد يستند على أقرب حائط يراه

خرج من المنزل الموحش تاركاً بصماتٍ من دمائه في كل مكان يسير فيه

سار نحو منزله .. ودقات قلبه تتسارع شيئاً فشيئاً .. وغضبه كذلك بازدياد كلما اقترب أكثر

وحقاً .. صدقت توقعاته .. نحو خصمه الذي حفظه تماماً

هاهي ذي حقيبته بجوار باب منزله الخلفي .. في ذلك الممر المؤدي الى

- غرفتي!! .. غرفتي أيها الحقير القذر !! .. انها حتماً نهايتك .. تشين اللعين ..

فجأة .. شعر بقوة أربعين رجلاً تتسلل الى داخله

متجاهلاً كل آلامه وجروحه .. نظر حوله باحثاً عن سلاح يشفي غليله

هو ذا .. ذات السلاح الذي دفن به ضحيته السابقة ..

لا يوجد ماهو أكثر ملائمة لقتله به .. واطفاء نيران غضبه المتأججة بداخله

أمسكه مصبغاً مقبضه بالدماء التي ملئت كفيه

ودخل الغرفة يجره خلفه ...

وهاقد لاح غريمه له يقف أمام فتاته .. زوجته .. أمام كبريائه ورجولته

لم ينتظر منه أن يتقدم أكثر .. لم يتهمل أن يشاهد ماسيحدث

بل ان قوة اخرى تسللت لأعماقه ليبدأ هجومه ذاك بلا تفكير

بلا سيطرة من عقله

لحظات كانت كالجنون ..

انتهت بعاصفة قوية تلاها سكون .!

سكون مخيف قاتل ..

ونور القمر .. كان الوحيد الذي أضاء تلك البقعة

عله يجد بصيص أمل لذلك المنزل الذي فقد السعادة والرخاء

انتهت ضحكاته المنتصرة بشهقاته المتألمة .. بأنينه ونحيبه الصامت

عادت الآلام لجسده لتهاجمه بعنف ..

أسند يديه على الأرض وشعر بنفسه يهوي

تماسك قليلاً حالما تذكرها .. مالذي جرى لها الآن

لقد شهدت كل ماحدث .. أجل كانت هنا ..

رفع طرفه نحوها بسرعة ليراها ملقاة على الأرض بلا حراك

زحف نحوها ومد يده المتعبة لوجهها الشاحب

همس بدفء وخوف : آريا .. حبيبتي .. استفيقي .. أأنتِ .. بخير ؟

جلس بجانبها ووضع رأسها بحجره وأخذ يحاول ايقاظها وقد تملكه الذعر

بعد لحظات من الصمت الثقيل فتحت عينيها المتعبتين الباكيتين

نظرت له والدماء تغطيه .. كادت نبضات قلبها ان تتوقف

انعقد لسانها حتى شعرت أن لاقدرة لها على الحديث

بينما همس مطمئناً : انتِ بخير .. حمداً لله

علت شفتيه ابتسامة متعبة .. لكنها حوت الكثير

ابتسامة حقيقية غابت عنها لفترة فلم تعد تلحظها

بدا القلق واضحاً على قسمات وجهه المرهق

ماان استعادت تلك المشاعر وعرفته ..دمعت عيناها بأسى

وأخذت تبكي بأحضانه مفرغة آلامها وخوفها

ربت على ظهرها مطمئناً اياها .. وهمس بحب : كل شيء .. بخير .. لاتخافي .. أنا معكِ .. أميرتي

أميرتي !!

تردد صدى تلك الكلمة بأعماقها مراراً

تلك الكلمة التي لم يقلها منذ فترة طويلة .. كم كانت بحاجة لها حقاً

لتستعيده مجدداً .. وتستعيد روحها معه ..

كل مافعلته حينها .. انها زادت من عناقها له واغمضت عينيها باطمئنان

فتحت عينيها على اثر تأوهه الذي حاول جاهداً أن لايبديه

ابتعدت عنه بهلع ونظرت لوجهه .. الدماء كانت تغطيه

لم تكن دماء تشين وحسب

بدا الخوف جلياً عليها بينما همست وهي تضع يديها على خديه : مالذي .. جرى لك .. ماكل هذا .. رباه .. مالذي حدث لك

انهمرت دموعها دون مقاومة بينما همس لها هو الآخر : لا تقلقي .. بخير .. أنا .. بخير

مددته على الفراش القريب بسرعة دون أن تنسى أن تلزم الحذر بذلك كي لاتؤلمه أكثر

كان عليها الآن أن تستجمع قواها فلديها الكثير من العمل

بدأت بمداواة جراحه ودموعها لاتنفك عن الانهمار بينما همس بتعب : هناك .. ماهو أكثر أهمية .. مني ..

نظرت له بدهشة واستنكار بينما أكمل يقول بجدية : ماحدث .. الليلة .. لايجب أن يعلمه .. أحد سوانا

استدركت مايعنيه فنظرت صوب جثة تشين المشوهة وفزع قلبها من جديد

ادارت بصرها له مختنقة بآلامها وحزنها وعاتبته بهمس : لما .. فعلت هذا ؟

نظر لعينيها بحنان وقال وهو يضم يدها بيده : سنتحدث عن كل شيء لاحقاً .. ثقي بي وحسب .. أعلم ماتعانيه الآن .. وآسف .. آسف حقاً لذلك .. ولو أن الأسف وحده لن يكفي أنا أعلم .. انما .. أنا بحاجة لكِ الآن .. لقوتكِ .. استعيديها لأجلنا .. لأجل ان .. تنقذينا آريا .. تعرفين مايجب فعله .. صحيح ؟

كانت تستمع له وهي تبكي بصمت وألم .. هذه المهمة هي الأصعب .. هي بحاجة الآن

لأكثر من القوة .. بحاجة للشجاعة والصبر .. كيف لها ان تمتلك كل هذا

لكنها الآن .. الوحيدة القادرة على فعل ذلك .. هي المكلفة بحماية عائلتها في هذه اللحظة

نهضت بعزم ومسحت دموعها .. نظرت للدماء وللجثة .. شعرت بالضعف مجدداً يتسلل لقلبها فقالت بألم : لايمكن .. لايمكن أرجوك

نظر لها بأسف .. فهي مهمة صعبة بالفعل على أن تقوم بها وحدها

نهض من فراشه بثقل محاولاً التماسك فأسرعت نحوه وأسندته : لايمكنك الحراك أكثر .. لا أريد ان افقدك

همس لها بابتسامة دافئة وهو يضع يده على خدها : ولن أدعكِ تعانين كل هذا بمفردكِ .. لا أريد أن افقدكِ أيضاً

ابتسم كليهما رغم تلك الآلام التي اجتاحت قلبيهما قبل جسديهما

وبعد لحظاتٍ من الصمت بدءا العمل على دفن الجثة

- أين سندفنه .. ان حفرنا في الخارج قد يرانا أحدهم

- لذا سندفنه هنا !

- ماذا تقول ؟!! في غرفتنا !

- أجل .. لا حل آخر .. سندفنه في القبو

قال ذلك ورفع الغطاء الخشبي الموجود في زاوية غرفتهم ذات الطراز التقليدي

ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تراه يبدأ برفع الجثة المخيفة المضرجة بالدماء

أشار لها بمساعدته فسارت نحوه بتردد وقد تسلل الرعب لقلبها

قررت أن لاتنظر بينما تمسك بساقيه وترفعه مع فلورنس

وبعد وقت عصيب استتموا دفنه بتلك الغرفة الصغيرة أسفل غرفتهم

خرجوا منها وأغلقوها باحكام ..

نظر فلورنس لآريا التي كانت ترتعش كطائر مبلل

اعتنقها وأخذ يحاول أن يبث الاطمئنان بقلبها

نظرت له وقد تجمعت الدموع بمقلتيها بينما هي تحتجزها في محاولة لاظهار أنها بخير

وقالت بصوت مرتعش : لنكمل .. قبل .. أن تشرق الشمس

أومأ لها بالايجاب وهو ينظر لها آسفاً

ثم بدءا بمسح بقع الدماء وغسلها بحذر كي لايسمعهم أحد

بدلوا الشراشف وملابسهم الملطخة بالدماء .. والقوها في القبو كذلك

وحتى آثار الدماء خارج المنزل .. حاولوا جاهدين اخفاء مايقارب منزلهم منها

لتبدو كما لو أنها تنتهي عند الجسر مبتدئة بمنزل تشين



كانت تلكما العينان البندقيتان الخائفتان ترقبان السقف بشرود

الرعب الذي تملك قلبها وأيقظها من أحلامها الوردية

صوت تسلل لأذنيها أجفلها وأشعرها بالظلمة تحيط بها

بهمس مرتعش خاطبت شقيقتها وهي تحركها بخوف : هارو .. هارو

بينما كانت الأخيرة في سباتها العميق وقد بللت الوسادة بلعابها

نظرت هانا للغرفة الموحشة ثم عادت تهز شقيقتها من تحت الغطاء وهي تقول وعينيها على وشك الامطار :

هارو أرجوكِ .. استيقظي هارو

برجاء والحاح ظلت تناديها حتى استفاقت بضجر وقالت بصوت مبحوح اتضح عليه النعاس :

ماذا تريدين .. مزعجة انتي

أجابتها هانا بسرعة كما لو كانت تطلب منها النجدة : المنزل مخيف .. خائفة جداً

نظرت لها هارو باستسخاف واستدارت مواجهة لها بظهرها

- انتِ طفلة حقاً هانا

دمعت عينا تلك الصغيرة وهي تعود لتهز شقيقتها قائلة بخوف : أريد أن أذهب للحمام

- اذهبي .. ماشأني أنا ؟

- لكني خائفة

- هفف .. هانا اغربي عن وجهي أنا نعسة

هكذا أجابتها هارو قبل ان تدثر وجهها بالغطاء وتعود لسباتها من جديد

نظرت هانا للغرفة المظلمة وقلبها الصغير يرتعش خوفاً

لم تحتمل أكثر فنهضت وهي تغلق عينيها وأسرعت خطاها حتى وصلت للباب

فتحته وخرجت بسرعة من الغرفة .. حيث لاح بصيص من نور القمر أضاء باحة المنزل الداخلية الصغيرة

وجهت بصرها ناحية الحمام وأسرعت نحوه

فجأة .. استوفقها ذلك الصوت المرعب من جديد

صوت أنين مفزع.. أعاد الهلع والذعر لقلبها

نظرت نحوه فوجدته يصدر من غرفة والديها

اعتراها القلق لوهلة .. وبتردد أجبرت نفسها على الذهاب الى هناك

متناسية حاجتها الملحة للحمام ..

وقفت خلف الباب تستمع .. وكما توقعت هاهو الصوت يعلو ويصبح أكثر وضوحاً

رفعت نفسها لتقف على أطراف قدميها وهي تمد يدها نحو المقبض

حركته لتفتح الباب بهدوء قليلاً

وفوراً لاح لها في زاوية الغرفة طيف مظلم مرعب

كان قد أعطاها ظهره المدمى ولم يبدو منه سوى شعره الكثيف الأسود الحريري

نظرت له ملياً غر مدركة لهويته .. كل ماشعرت به

دقات قلبها المتسارعة التي تكاد تخرج من جوفها

والتي تزايدت أكثر حالما حرك رأسه مستديراً لها لينظر بعينيه المخيفتين

أغلقت الباب فوراً حينها وقلبها يرتعش بشدة وكذا قدميها اللتان بالكاد أسعفتاها للركض عائدة نحو غرفتها

رمت نفسها فوراً تحت لحافها الأبيض وجسدها يرجف خوفاً

شعرت بها شقيقتها فنظرت صوبها بتململ وضجر : مزعجة أنتِ .. ماذا الآن ؟ بللتِ ملابسكِ ؟

سمعت بكاء شقيقتها الخائف وقد اقتربت منها أكثر وتعلقت بها وهي تتمتم : الحمام .. أريد .. الحمام

أجابتها ببرود : اذهبي مايمنعكِ ؟

نظرت لها بعينين ممتلئتين بالدموع وهي ترتعش : شبح بالمنزل .. مخيف جداً .. أريد أمي

بكت بشدة وهي تتعلق أكثر بشقيقتها التي كانت تحدق بها بتعجب

لم تر يوماً أختها بهذا القدر من الخوف .. هي لاتنكر أنها الأخرى بدأت تشعر بالخوف أيضاً

بعد فترة .. قررت أخيراً ايجاد حل للرعب الذي أورثتها اياه شقيقتها فلم تعد قادرة على البقاء في الغرفة

- هانا .. وجدتِ الشبح حقاً ؟

- ام .. أنا .. أنا .. رأيته

- مخيف ؟

- جداً

- كيف كان ؟

- لا أعرف .. شعره .. أسود .. فقط .. وعيناه .. مرعبتان

صمتت كلتاهما لوهلة حتى قالت هارو أخيراً بخوف

- هانا

- نعم

- لنذهب وننم مع أمي وأبي

- لكن الشبح هناك .. في غرفتهما

هكذا أجابت هانا بسرعة وخوف بينما قالت هارو بعد تفكير :

الأشباح لاتظهر ان كنا اثنتين .. وان كنا مع ماما وبابا لن يقترب منا

أقنعتها اجابت شقيقتها فأومأت بالايجاب بعد تفكير

نهضت كل منهما تمسك بيد الأخرى

وسارتا بحذر وهما تضيئان الأنوار في كل مكان تسيران فيه

حتى وصلتا للغرفة

وضعت هارو يدها على المقبض بينما الأخرى تمسك يد شقيقتها بقوة

فتحته بتردد شديد ودقات قلبيهما تكاد تسمع

فتح الباب .. وكان المكان هاديء تماماً

قالت هارو ببعض الاطمئنان : رأيتِ ؟ خاف منا

اجبرت هانا نفسها على رسم ابتسامة تخللها الخوف بينما تقول : نعم

واذا بهما تسمعان صوت الأنين خلفهما تماماً

صرخت كل منهما فزعاً وأسرعتا لفراش والديهما فدفنا نفسيهما بداخله بسرعة وهما تصرخان وتبكيان بهلع



عادا للمنزل والشمس تبدي أوائل خيوطها

دخلا من الباب الخلفي كي لايلحظهما أحد فما هي الا دقائق حتى يبدأ الجميع بالاستيقاظ من سباتهم

همست له وهي تجتاز العتبات الخلفية وتفتح باب غرفتها : يجب ان تستحم الآن

أومأ لها بالايجاب بتعب شديد وقدماه بالكاد تحملاه على الوقوف

واذا بهما يفاجئان بطيف صغير على فراشهما ويسمعان أنيناً وبكاءاً أفزعهما

صمت كليهما بذهول وخوف

بعد لحظات من الهلع همست آريا بدهشة : لحظة .. انها .. هارو

توجهت لها مهرولة ثم انحنت عليها وهمست بقلق : مالخطب صغيرتي

نظرت لها الطفلة بعينيها المغرورقتان بالدموع ثم عانقتها بسرعة وشرعت بالبكاء

رمق فلورنس آرياكو التي كانت تنظر بدورها له بتساؤل وقلق

جلس بجانبها يضع يده على خاصرته بتعب : مالخطب حبيبتي هارو

قالت بين شهقاتها : خائفة

نظر كلاهما لبعضهما مجدداً ثم لها .. حينها همست آرياكو لها : من ماذا صغيرتي

أجابتها وهي لاتزال تخفي وجهها بأحضانها : رأينا .. شبحاً مخيفاً

- ر..أيتِ .. أنتِ ومن ؟!

- وهانا ..

- وأين هي الآن ؟

أشارت هارو الى الغطاء المكور بينما نظرت آريا الى حيث أشارت متوقعة وجود هانا تحته

نظرت لها بأسف ثم لفلورنس الذي بدا نادماً قلقاً

خاطبها بهمس : اتعتقدين انهما شاهدتا شيئاً

أجابته بحزن عميق وخوف : لا أعلم حقاً .. ستكون كارثة لو حدث .. أنا لهما تحمل ذلك

اعتنقت طفلتيها بأسى وفلورنس يتأملهم بحيرة

" كل مايجري بسببي .. دون أن ادرك .. ها أنا أقود عائلتي للهلاك .. ماذا عساي أن أفعل الآن ؟! "

ارتمى على الفراش وكذا فعلت آرياكو

وبينهما طفلتيهما يحاولان بث الأمان في قلبيهما الصغيرين

غنت آرياكو أهزوجتها الجميلة التي تعشقها صغيرتيها بلحن دافيء :

ساكورا ساكورا
مارس مشمش مشرق ساطع،
تمتد على تل وواد،
تزهر رشيقة وسلمية
مثل الحجاب الحريري لملاك
ساكورا ساكورا
كم أحب أن أراها
أزهار الكرز، أزهار الكرز،
غطت الريف،
بقدر ما يمكن أن نرى.
هل هو ضباب، أم سحب؟
عبق في شمس الصباح.
أزهار الكرز، أزهار الكرز،
الزهور في إزهار كامل.

بصوتها العذب الحاني .. جعلت أعينهم البريئة تغفو بسلام واطمئنان

ليس هما وحسب .. بل حتى فلورنس الذي أعيته تلك الليلة القاسية

غفى كطفل صغير ..وقد احتواهم بذراعه

وماهو الا وقت قصير حتى كان يهذي أثناء نومه كما لو كان يرى كابوساً

حاولت فهم شيء مما يقوله فلم تستطع الا ان تلتقط : سامحيني .. آريا .. سامحوني .. جميعاً

ابتسمت وعينها تقطر بدموع متألمة ..

وأكملت أهزوجتها بحنين وأسى :

عبر سماء الربيع،
بقدر ما يمكن أن نرى.
هل هو ضباب، أو سحب؟
عبق في الهواء.
حان الآن، إزهار الكرز
دعونا ننظر في الماضي!
في الماضي الجميل
هناك حين كنا
نرقب الحياة ونرقب الزهور
من بعدما ذبلت
لم تختفي ..
وستظل تزهر من جديد
وسيعود الربيع من بعد الشتاء
سيعود الربيع ..



انتهى البارت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿
أميرة جَديدة..!ّ
أميرة جَديدة..!ّ
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿


مسآهمـآتــيً $ : : 340
عُمّرـيً : : 18
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/08/2015

بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . Empty
مُساهمةموضوع: رد: بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز .   بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 21, 2015 2:31 am


البارت الثامن \\ صباح رمادي

كانت الشمس قد تصدرت السماء ناشرة خيوطها الذهبية علها تبث بعض الدفء بتلك الأجواء الخريفية الباردة ..


وكالعادة .. كانت الأوراق تتراقص على أنغامٍ عزفتها الرياح


فتتساقط حول الأشجار التي بدت مزدانة بألوانٍ شتى


عيونٌ .. أُغمضت لتوها وأخرى تفتحت وبدأت العمل الدؤوب


هدوء الريف تحول الى صخب في هذا الصباح ..


فقد حدث أمر جديد آخر أقض مضجعهم .. أمر مهول أنذرهم بالحرب القادمة !!


تسارعت الخطوات بالخارج جيئة وذهاباً والخوف والهلع قد سيطر على تلك القرية التي كانت هادئة مسالمة


لم تكن قد غفت بعد .. أنّا لها أن تغفو بعد كل ماجرى تلك الليلة


ظلت تفكر وتفكر علها تجد حلاً لتلك المصيبة التي حلت فوق رأسها


وعيناها لاتكادان تفارقان البقعة المشؤومة المخيفة


والتي غدت قبراً للصيني المخيف ..!


سمعت تلك الأصوات فلم تعد تقوى أكثر على الصبر ..


كان من الطبيعي أن تتوجه أصابع الاتهام لزوجها الآن والذي هو مغيب عنهم في مثل هذا الظرف الصعب


نهضت مسرعة من فراشها وارتدت وشاحها .. ثم خرجت ووقفت خلف الباب


فتحته بتردد وخوف ونظرت للخارج يجتاحها ذعر شديد ودقات قلبها تأبى السكون


عادت للداخل من جديد وهي تجوب المنزل ذهاباً واياباً بتوتر وقلق


عادت تنظر للداخل نحو فلورنس الذي بدأ يستفيق وعلامات الاستياء بادية على وجهه


أسرعت نحوه ووقفت بجانب باب الغرفة وهي تقول بسرعة : سمعت ماسمعته .. لقد شاهدوا آثار الجريمة .. رباه ماذا نفعل الآن وهم لم يروك بينهم


نظر لها بنعاس وأذناه بالكاد تلتقطان منها بعض الكلمات التي يمكنه استيعابها بوضعه ذاك


ماان انهت حديثها حتى قال بانزعاج واشمئزاز : ابنتكِ .. خذيها


نظرت نحوه بتساؤل ودهشة لادراكها أنه لم يستمع لها


بينما نظر لها مجدداً وقال بنعاسٍ واضح : لقد بللت ملابسها وبللتني معها .. ياللقرف ..
أما كان بامكانها الذهاب للحمام قبلاً .. أو على الأقل النوم بجانبكِ لاجانبي ؟! سحقاً !


قال ذلك ونهض بتململ نحو الحمام .. مكملاً حديثه بينما يغلق الباب : جهزي ملابس مريحة لي .. وكذا بدلي الفراش .. أريد أن يكون كل شيء مهيأً حالما أخرج


قال ذلك بنبرة آمرة كمن نسى كل شيء قد حدث في تلك الليلة المشؤومة


وهي .. كانت تطالعه بذهول عقد لسانها عن الحديث .. وهي تتسائل بداخلها " أأحلم .. أم أنه حقاً لايهتم !"


تنهدت بثقل وتوجهت لطفلتها التي كان جسدها يرتعش بشدة بينما جبينها يتصبب عرقاً
نظرت لها بقلق ثم وضعت يدها على جبينها الساخن .. أدركت على الفور أن ما أفزعها هو السبب !


بألم وأسفٍ أيقظتها .. وبالكاد فتحت عينيها الذابلتين المرهقتين


- صغيرتي .. أأنتِ بخير


- ماما .. ماما .. لاتتركيني


قالت ذلك وقد دمعت عيناها لتبدأ البكاء بخوف بينما ضمتها آريا بحنان
أخذتها لغرفتها و حممتها وألبستها ملابس دافئة .. ثم أرقدتها على فراشها


- انتظري قليلاً .. سأعود لكِ ياحلوتي حسناً


أومأت الطفلة لها بالنفي بسرعة وهي تمسك يدها " لاتتركيني .. ماما "


نظرت لها بعطف وتفهم .. بينما تفكر بفلورنس وردة فعله حالما ينهي حمامه


زفرت بضيق وحيرة


" يبدو أنني وحدي من يؤرقها هذا الأمر .. أما هو فكل مايهمه فراشه وراحته .. لحظة .. هو الآخر متعب أنهكته جراحه "


كانت تلك الأفكار ومثلها تهاجمها بينما هي ترعى صغيرتها


في ذلك الوقت أطل من الحمام بضجر
" توقعت لقد انشغلت بصغيرتها المدللة ونسيتني .. هفف "


خرج وجهز ملابسه بنفسه .. مقلباً يديه في تلك الخزانة العتيقة والتي حوت ملابسه القديمة الرثة .. المصنوعة من أسوأ أنواع القماش


للحظاتٍ ارتسمت أمامه صورة لخزانة فاخرة بيضاء بزخارف ذهبية راقية


تذكر تلك الملابس الفاخرة الأنيقة الحريرية .. والتي كانت تتبدل بين الحين والآخر حتى لو لم يرتديها سوى لمرة واحدة فقط ..

تذكر ذلك الأثر المريح الساحر لها على جسده .. بخلاف هذه والتي كانت وبالتحديد في أوائل أيام معيشته الجديدة .. تخلف آثاراً مزعجة على جسده .. ناهيك عن ملمسها الخشن .. والذي لايمكنك أن تستشعر الراحة أبداً بسببه ..


انقطعت أفكاره أخيراً وهو ينهي أغلاق آخر زرٍ في قميصه


توجه بعدها لفراشه موقظاً الصغيرة الأخرى والتي استفاقت كعادتها بصعوبة


" هارو اذهبي لغرفتكِ .. والدتكِ وشقيقتكِ هناك "


بنعاسٍ أجابته " وأنت ؟ "


ابتسم بلطف ومسح على شعرها بحنان بينما يقول بعفوية مطلقة : أنا ؟! سأنام بالطبع .. أم أن مظهري لايوحي بذلك ؟


فكرت قليلاً ثم أجابت بدلال : اذاً هارو تنام مع بابا


اتسعت ابتسامته لاجابتها تلك وقبل خديها ثم أشار لها أن تنهض قائلاً : لنستبدل فراشنا أولاً فشقيقتكِ الكسول بللته


- بللته ؟!! هانا !! توقعت أن تفعل فقد كانت بحاجة للحمام ولم تفعل لأنها رأت الشبح


- آها .. على ذكر الشبح مالذي رأيتماه بالتحديد ؟


- رأينا ؟ لم نر لقد سمعنا ...


وقاطعها فجأة صوت الباب يطرق بشدة مما جعلها ترتعد بهلع


- الشبح بابا !


قالتها وهي تقفز في حجره معانقة اياه بخوف


بينما أخذ يربت عليها مطمئناً وهو يفكر بقلق بأمر الطارق


واذا به يرى آريا تقف أمام باب الغرفة محدقة به قلقة هي الاخرى كما لو كانت تفكر بما يفكر به


أشار لها باشارة فهمتها ثم أخفض رأسه لابنته هامساً : اذهبي مع ماما .. ولاتنطقي بأي شيء حسناً صغيرتي ؟


نظرت له بدهشة وتساؤل وحاولت الجدال لكن يد والدتها كانت الأسبق لتنتشلها من أحضان والدها وتخرجها من الغرفة


توجهت نحو الباب وهي تشير لها بالعودة لغرفتها ولكن الطفلة العنيدة أبت وتبعت والدتها بضجر محاولة فهم مايجري وقبل أن تبدأ بسؤالها المستاء كانت آريا قد فتحت الباب متظاهرة بالهدوء بينما خفقات قلبها تتسارع بقلق واضطراب


- صباح الخير


قائلتها بنبرة متسائلة .. بينما أجابها الشاب الهاديء الملامح تبدو عليه الحنكة والحيلة


- صباح الخير .. لا أخال أن منزلاً لم يستمع للفوضى التي عمت القرية .. فأين السيد فلورنس لم يظهر بعد .. وقد حل الصباح ولا أظنه ممن يستلذون النوم خصوصاً بمثل هذه الأوضاع التي نمر بها ..


صريح جداً .. واضح .. بلا مراوغة .. تحدث عن هدفه مباشرة .. هذا مافكرت به آريا لتحدد مع من تتعامل وعليه تبني اجابتها والتي حاولت قدر الامكان أن تبدو صادقة بتعابير ذاهلة قلقة


- سمعت أصواتكم منذ هذا الصباح ولم أكن على اطلاعٍ بما يجري .. ابنتي مريضة وزوجي غادر المنزل منذ صباح الأمس ...


قبل أن تكمل قاطعها متفاجئاً بريبة : ليس هنا ؟!


ارتبكت لوهلة بينما حاولت الحفاظ على هدوئها وقالت بأسى : أجل .. فقد نفذت مؤونتنا .. أظنه سيقصد أبي عله يساعده ..


- آها .. هكذا اذاً ... حسناً الى اللقاء .. أرجو لابنتكِ السلامة


قال ذلك بنبرة غير مصدقة واستأذنها للخروج فأذنت له بلباقة


وما ان هم بالرحيل حتى سمع صوت الطفلة تقول محاولة أن يبدو حديثها همساً غير أن نبرتها المرتفعة المعتادة لم تكن تساعدها على ذلك : ماما لما كذبتِ ؟ بابا هنا صـ...
قاطعتها والدتها بنظرة محذرة متوعدة فالتزمت الصمت على الفور مطبقة فمها بكفيها الصغيرتين


لكن ذلك الشاب نظر نحوهما بريبة من جديد .. فلم تكن كذبة كتلك تنطلي عليه

البارت التاسع



عاد لمنزله باكراً وقد بدأت السماء تنذر بأمطار خريفية معتادة


بينما ترك الجميع متحلقين حول بقع الدماء المنتشرة هنا وهناك


والتي وبعد لحيظات قليلة .. بللتها الأمطار وغسلتها


أغلق الباب وخلع معطفه الممزق ..


توجه لغرفة قريبة .. الأنين وحده مايقطع سكونها


اقترب من الجسد النحيل المدثر بالغطاء على فراشٍ كان قبل أن يقدَم ويصفر أبيض اللون


جلس بجانبها ووضع يده على يدها المرتعشة


بينما عيناه السوداوان اللامعتان تتجولان بوجهها الشاحب وعيناها المغمضتان


التقط نفساً عميقاً سرعان ماأطلقه في محاولة لاستجماع صبره


نهض بعدها وغسل الصحون المتراكمة في الدلو القديم


يسكب الماء عليها ويحرك تلك القطعة القماشية الخشنة الممتزجة ببعض الصابون الرخيص


وحالما ينهي غسلها يضعها فوق الرف المهتريء المخصص لها


سمع صوت أنينها يعلو منبئاً باستيقاظها


توقف قليلاً وهو ينظر لها بعينيه الذابلتين .. وقد وجهت هي الأخرى نظراتها الحانية المتعبة نحوه


ابتسم تلك الابتسامة التي اعتاد على اظهارها فقط ليوهمها أنه بخير


ابتسامة ميتة قتلها الزمن .. لم تكن هي الأخرى تشعر بالحياة فيها


انما كانت مضطرة لاظهار أنها صدقته فبادلته بابتسامتها الحانية محاولة اخفاء ألمها وحزنها


عاد يغسل الصحون وهو يقول وقد غادرت ابتسامته من جديد


| ان كنتِ تتسائلين عما يحدث في الخارج .. فعلى مايبدو الأوضاع في أوساكا من سيء لأسوأ .. لا أعلم حقاً مالذي يمكننا تحمله بعد .. الأوضاع الداخلية السيئة .. أو العواصف التي توشك على الهجوم دون أن نستطيع أن نحمي أنفسنا منها .. قلة الطعام وتراكم الأعمال فوق ظهورنا .. و .. |


توقف وهو يفكر بينما لم تتغير تعابير وجهه الباردة وهي تنظر له مترقبة بقلق


استتم حديثه وهو يضع آخر صحنٍ على الرف :


| الحرب التي ستندلع قريباً .. جداً |


نظر لها وقد كانت تنظر له بخوف وتساؤل فأجابها كأنما فهم مابخلدها :


| انها رائحتها .. أشعر بها أمي .. لكني أتمنى من أعماق قلبي أن يكون هذا " وهماً
"|


جثا بجانبها وأمسك يدها وهو يقول بصوته الدافيء : | لايعنيني شيء مما يحدث في الخارج ولن يعنيني ... فقط .. حين تعودين لي .. ابذلي جهدكِ .. أرجوكِ |


قالها بنبرة صادقة لم يستطع فيها اخفاء حزنه العميق .. مما جعل دموعها تنهمر


بأسى لحاله .. وهو .. عاد لحقيقته للحظات حينما ارتمى بجانبها كمن يبحث عن


الأمان .. متجاهلاً رغبته بالبقاء صامداً كي لايقلقها .. فالشعور بالوحدة بدأ يفتك به


.. ليس هذا وحسب .. بل الخوف مما هو آت .. دفن رأسه بحجرها بينما هي لاتزال


عاجزة عن النطق والحراك .. عاجزة عن حمل ذلك العبء الكبير عن ابنها الصغير


والذي لم يتجاوز العاشرة من عمره .. أطلقت العنان لدموعها لتحكي ألمها ذاك ..


وتبوح بما لم يستطع لسانها البوح به ..





ساد صمت ثقيل مرعب على قلبيهما وذلك الرجل يحدق بهما بريبة


اجتازهما بلاتردد ودخل المنزل بسرعة يبحث في ارجائه عنه بينما رمقت آرياكو ابنتها بنظرة متوعدة مؤنبة وأسرعت بعدها خلفه لتخاطبه باستياء :


| ماذا تحسب نفسك فاعلاً كيف تدخل منزلي بهذا الشكل ولا رجل فيه .. هذه وقاحة وجريمة لاتغتفر |


قالت كلماتها الأخيرة وهي تقف أمامه لتمنعه من دخول غرفتها


بينما نظر لها ببرود غاضب : | لو كنتِ صادقة معي سيدة آرياكو ماكنت لأفعل هذا .. أنتِ تحمين هذا المجرم الأجنبي وبذلك ترتكبين جريمة أكبر بحق وطنكِ |


- |هه .. أجنبي .. انه زوجي أفهمت .. ز..و..ج..ي .. أم تحب أن أعيدها على مسامعك ياهذا .. أضف الى أن زوجي عانى من شكوكم وغدركم مايكفي هلا تركتموه وشأنه الآن .. حتى وان كان هنا فلن يرغب بلقائكم حتماً بعد مافعلتموه به .. خنتم ثقته بكم .. بل ثقتنا جميعاً .. ألقيتم بثمان سنين قضاها هنا باخلاص ووفاء فقط لأجل أمر حدث لاذنب له به ..|


التقطت أنفاسها بعد حديثها المتتابع ذاك والذي لم يحرك ساكناً بخصمها .. الذي حدق بها قليلاً حتى أنهت حديثها فابتسم باستخفاف وأبعدها بقوة عن الباب !


اختل توازنها فسقطت على الأرض بقوة متألمة .. نظرت نحوه بغضب وخوف في آن واحدمتكئة بيدها على الأرض ..

وسرعان مااستجمعت قواها وتبعته للداخل وهي تخطط للدفاع أكثر قبل أن يحدث ماتخشاه ..

وماان دخلت الغرفة وقد باعدت بين شفتيها تهم بالحديث .. حتى لزمت الصمت بذهول


وخصمها كان يقف في الغرفة قائلاً بنبرته الساخرة :| اذاً .. سيدة آرياكو .. ماهي خطتكِ التالية ؟ |



هنا ننتهي

مع خالص تحياتي وحبي ^^
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿
أميرة جَديدة..!ّ
أميرة جَديدة..!ّ
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿


مسآهمـآتــيً $ : : 340
عُمّرـيً : : 18
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/08/2015

بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . Empty
مُساهمةموضوع: رد: بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز .   بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 21, 2015 2:31 am


دون أن تدرك ارتسمت ابتسامة ارتياح على شفتيها مما جعله ينظر لها بريبة أكبر

أخفت ابتسامتها بسرعة وهي تشيح برأسها بارتباك علها تداري موقفها الصعب

قالت بتردد محاولة تشتيت أفكاره : صغيرتي اذهبي لتهتمي بشقيقتك ريثما آتيها

هارو بتذمر وعناد : لن أفعل قبل أن أفهم مايجري هنا

عقد القروي يديه أمام صدره وهو ينظر لهما بدونية واحتقار
- لعبكِ مفضوحة تماماً آرياكو ألا يكفي هذا القدر من الخداع .. لاتستحقري ذاتكِ أكثر من هذا .. ولاتضيعي وقتي الثمين

نظرت له باستياء شديد : أوكأنك تماديت ياهذا .. تغاضيت عن مناداتكِ لي باسمي الأول والآن تفعل هذا مجدداً بلا خجل وبلا حواجز أو رسميات حتى ؟! دخولك منزلي وغرفتي ولا رجل هنا لا أحد سواي وسوى طفلتاي .. واتهامك لزوجي بأمور لا أعرف ماهيتها حتى ..تواقحك واصرارك على أننا من أخطأ بينما الخطأ هو أنت في الواقع .. عم سأتغاضى بعد ؟

- ههه الكذب لايلائمكِ صغيرتي .. كفاكِ نحن كبار ونفهم جيداً بعضنا البعض .. أم أنكِ نسيتِ كم قضينا من طفولتنا معاً .. سوياً .. لدرجة أني حفظتكِ عن ظهر قلب .. يكفي فقط النظر لعينيكِ لمعرفة كل مايجول بداخلكِ .. لاتحاولي الكذب على آرتشي .. آريا

- آرتشي ؟!

قالت ذلك بذهول وهي تستعيد ذكريات الماضي سريعاً في ذهنها

نظراتٍ تتفحصها عن كثب خلف تلك النظارات الثخينة

اقتربت بعدها منها وهي تهتف بغيظ : آخر ماتوقعته أن تكوني أنتِ السارقة سوزيركو " لقب آرياكو "

نكست الأخيرة رأسها وقد اغرورقت عيناها بالدموع ويديها تقبضان على الثوب بقوة

والصمت .. كان عدوها

بينما شدت تلك العجوز أذنها بعنف وهي تصرخ : حتى وان كنتِ أنتِ فعقابكِ لن يختلف عن سواكِ .. سأريكِ كيف يكون سخطي على من يستغلني ويسرق شيئاً مني

ساقتها نحو الخارج تشدها بغضب ولسانها يمطرها بالشتائم وماان همت بفتح الباب حتى وقف أحد الأطفال بابتسامة باردة واثقة وهو يقول : معلمتي .. لحظة من فضلكِ

توقفت ونظرت نحوه بغيظ : مالخطب أنت الآخر ؟

ابتسم مجدداً وقال بنبرته المتزنة الواثقة : آرياكو ليست الفاعل معلمتي .. ثقي بما أقول

- ها .. لقد اعترفت بنفسها لذا أفضل أن تلتزم الصمت " آرتشي " ..

قاطعها بذات الابتسامة التي لم تفارقه للحظة : أنا على ثقة تامة بذلك معلمتي .. فكلنا يعلم أن آرياكو حينما تصمت .. فهي صادقة حتماً .. وحينما تصرخ وتدافع عن نفسها .. حينها فقط نعلم أنها اخطأت أو تعلم على الأقل من يكون الفاعل !

رفعت آرياكو رأسها وهي تحدق بدهشة بذلك الفتى الغريب والذي أدرك بها مالم تلحظه بتاتاً

ومالبثت أن سمعت بعض التلاميذ يؤيدون ماقال حتى استسلمت السيدة تيشيمي وأعلنت برائتها أخيراً

ابتسمت وهي تردد بداخلها بينما تحدق به بامتنان |سأتذكر دائماً مافعلته لأجلي " آرتشي "|

كانت لاتزال تنظر له وتتفحص ملامحه التي تغيرت كثيراً .. لكن ابتسامته ونظراته الواثقة لم تتغير

كانت فقط .. خارج نطاق ذاكرتها حتى أعطاها الاذن بالتذكر

انه ذلك الشخص الذي يفهمها ويعرفها أكثر من نفسها حتى .. وأكثر من فلورنس والذي لايمكنه فهم مايجول بداخلها معظم الأحيان

كان ذلك ماتخاطب نفسها به وقد أدركت أنها وقعت بين أنياب خصمٍ لايُقهر

كيف تداري موقفها الآن وماذا تفعل .. وقبل أن تتحرر من أفكارها وجدت يده تقبض على شعرها الأبنوسي بقوة بينما يقول بمكر وهو يسمع آهاتها وتأوهها ويديها تحاولان ابعاده : |واثق أنه هنا .. يختبيء في مكانٍ ما .. لا أريد حقاً اجهاد نفسي بالبحث عنه .. فإن كان كما تزعمين يحبكِ .. سيأتي لتحريركِ من قبضتي |

نظرت له بألم ودموعها تنحدر من عينيها بينما تخاطب نفسها كما لو كان من الممكن أن توصل حديثها لزوجها | مهما حدث أرجوك لاتخرج .. سينتهي كل شيء حينها .. ستموت فلورنس وستنهار عائلتي .. لاتظهر مهما كان ماسيحدث |

أغمضت عينيها بقوة متحملة ألم قبضته ونظراته المخيفة

- | اوه هكذا لا يبدو الأمر نافعاً .. عليكِ أن تصرخي ليسمعكِ جيداً أينما كان .. أفهمتِ صغيرتي ؟ |

قالها وابتعد قليلاً وهو يبحث عن شيء ما سرعان ماوجده

أخذ تلك العصا المسندة على الجدار بجانب الخزانة ونظر لها ملياً ثم التفت لآرياكو بابتسامة ماكرة خبيثة

بينما اتسعت عيناها بذهول .. وهارو التي كانت تنظر لهما دون أن تفهم مايحدث

أدركت سوء ذلك الموقف وخطورته .. وأنه لابد من التحرك

أسرعت نحوه وتشبثت بساقه وهي تصرخ : ماما لن تلمسها ياوحش .. سأعضك لو فعلت ماذا تريد منا ؟ سأخبر بابا بكل مافعلته سيضربك ويقتلك

نظر لها باستخفاف وقال وهو يبعدها : هه فليفعل ان استطاع

واذا بها تعض ساقه بينما تحركت آرياكو سريعاً محاولة الخروج علها تجد من يساعدها

لكنه كان المسيطر والأقوى .. أبعد الطفلة بعنف ثم توجه نحو آرياكو

أوقفها بينما كانت تهم بالخروج من الغرفة وأغلق الباب بسرعة ثم التفت لها

- لن تهربي قبل أن تسلمي زوجكِ المجرم لي .. آريا

سمعت صوت بكاء طفلتها فأسرعت نحوها وعانقتها وهي تقول بغضب عارم بينما تتراجع خطواتٍ للخلف حتى أراحت جسدها وطفلتها على الأرض مستندة لزاوية الغرفة : أنت حقير وغد .. أقسم أنك ستنال عقابك قريباً .. الماضي تغير وأنا لم أعد تلك الطفلة التي تعرفها والتي تستخدم تلك الأساليب الفاشلة .. انما حين تتخلص من عنادك وتدرك الحقيقة .. ستندم أشد الندم وسيكون الوقت قد فات للعفو عنك

- ههه أتهدديني الآن .. موقفكِ هو الأضعف .. ثقي بي .. أنا فقط أفعل مايتوجب علي فعله .. وما أُمرت أن أفعل .. سأقبض على ذلك الوغد .. مهما كان الثمن .. وان اضطررت لضرب فتاة .. ففي النهاية ، انها مصلحة القرية

قال ذلك وهو يرفع العصا وسرعان ما عانقت جسد آرياكو التي ضمت طفلتها أكثر مخفية ألمها وهي تحميها كي لاتصيبها العصا

وهناك .. في مكان قريب جداً ، حيث تلك الجثة النتنة

كان جسدٌ آخر تتسارع نبضاته بغضب وحقد لامثيل له .. بحيرة وألم شديدين

هي هناك .. تدافع عنه وتحمي عائلته ، بينما يختبيء كما الفأر

رفع يده مستسلماً لذلك الغطاء الخشبي في الأعلى

تردد لوهلة واستعاد يده بينما يسمع صوت العصا ترتطم بجسدها النحيل

وصوت بكاء طفلته يعلو بينما لا أحد هناك لمساعدتهما

| لقد تمكن ذلك الوغد من هزيمتي .. سامحيني آريا لكل ماتسببت به لكم .. حان الوقت لأستسلم ! |

في جانب آخر من هذا العالم

بزاوية معاكسة تماماً .. حيث الشمس تربعت عرش السماء وبدت أوائل خيوط المساء كأنما توشك خجلة على اعلان ظهورها بعد سويعاتٍ قليلة

كان يجلس على المقعد خلف مكتبه ينفخ الدخان من فمه كلما أبعد غليونه الفاخر عن شفتيه

متفحصاً بعينيه الرماديتين تلك المكتبة الضخمة أمامه .. دون أن ينظر في الواقع لمحتوياتها

بل كانت نظراته أعمق بكثير .. كانت تبحر في مكان لاوجود له بتلك البقعة

قطع تأملاته وتفكيره العميق طرقاتٍ مألوفة على باب مكتبه .. أدرك على الفور منها هوية الطارق

- ادخلي سمانثا

فتح الباب وأطلت امرأة في بداية عقدها الرابع بشعرها الأشقر المموج

وعيناها البحريتان العميقتان تحيطهما أهدابها البنية الكثيفة

دون أن تتمكن من اخفاء تعابير القلق التي أبدتها قسمات وجهها الشاحب

والذي لم يقوى الزمن على رسم أي تجاعيد عليه ..

بل بدا للناظر أنها لازالت تتمتع بسني الصبا وجمال الفتوة

حركت شفتاها الحمراوان ناطقة بصوتها الرخيم الممتزج بأسى عميق : أيمكنني الحديث معك قليلاً

تنهد بعمق وهو يضع غليونه في المكان المخصص ويرفع يده الأخرى مبعداً تلك الخصلات الرمادية لتعود لمكانها

ونظراته القاسية الصلبة مع صوته القوي يعطي انطباعاً واضحاً عن شخصيته المهيبة

شخصية .. لايمكن تجاهلها بتاتاً

صرح وهو يشير للمقعد الجلدي الفاخر أمام مكتبه : اجلسي عزيزتي .. ظننتكِ تستلذين بقيلولتكِ كما العادة ..

جلست والحزن يسيطر عليها والتفتت له سريعاً وهي تقول برجاء : كيف استلذ بالنوم والكوابيس لما تزال تهاجمني كلما غفوت

بدا عليه الضجر كأنما هو موضوع يكره الحديث به فأجاب بغيظ : ألم أطلب منكِ نسيان هذا الأمر .. كيف تذكرينه الآن بعد كل هذه السنين وبعد كل مافعله بكِ وبنا جميعاً !

- عزيزي أرجوك ترفق به ولا تقاطعني مجدداً أرجوك نحن بحاجة للحديث بالأمر .. فكر جيداً هي الرابحة هنا .. تهنأ به بينما نحن نتعذب لفراقه وبعده

قاطعها بسخط : أنتِ وحدكِ من يعاني لبعد ذلك الناكر للجميل أما أنا فلا

أكملت وهي تمسك يده وتنظر له برجاء : أرجوك فكر جيداً بالأمر .. منذ يومين والكوابيس لاتفارقني واثقة أن هناك خطب ما .. أعرف ابني جيداً ربما مل الآن من تلك الحياة البائسة .. ألا تفكر كيف يعيش هناك .. وكم يقاسي ويعاني ازاء تلك المعيشة الصعبة

- هو أراد هذا

- أعلم جيداً لكننا عاقبناه بما يكفي .. أرجوك لاتفعل هذا .. يكفيك تعذيباً له ولي

- هو لم يبالي ان كان هنا أو هناك

- تعرفه مكابر لايمكنه الاعتراف بما في داخله هو يفتقدنا كثيراً .. لكنه مجبر على التظاهر كي يقنعنا بأنه قادر على اتخاذ قراراته .. ابني وقد حفظته عن ظهر قلب .. لابد أنه يعاني هناك بصمت .. منتظراً أن تفخر به لكونه أصبح رجلاً يعتمد عليه .. منتظراً أن تعترف به وتعتمد عليه وتثق به .. فكر بالأمر أرجوك لو حدث مكروه له لا أحد منا سيسامحك .. أنت السبب في حرماننا من ابني الحبيب الصغير .. لا...

قاطعها بغيظ : هذا يكفي سامنثا

رفعت يدها تمسح بأناملها دموعها التي تقاطرت من عينيها

وتمتمت بين شهقاتها : لن أسامحك اذا ما تأذى ابني .. لن أعيش معك بعدها أبداً

وانتحبت باكية وقد دفنت وجهها بين كفيها

ورغم قسوته وصلابته لم يستطع الا أن يستسلم ويضعف أمام دموعها مرغماً

نهض من مقعده وتوجه اليها يحاول تهدئتها دون أن يتحدث

حتى نطق أخيراً بترددٍ وامتعاض : سأفكر بالأمر .. اهدأي الآن وأنا أعدكِ بأن يكون كل شيء على مايرام

أبعدت كفيها عن وجهها وتشبثت به وهي تنظر له بعينين اغرورقتا بالدموع

- أحقاً .. أحقاً ستفعل .. حمداً لله .. شكراً لك عزيزي شكراً لك

تنهد بضجر وهو يشيح بوجهه منهزماً بينما رسمت ابتسامة رضا على شفتيها الحمراوان

ونهضت بفخر بعدما نجحت أخيراً باقناعه بطريقة لم يسبق لها أن اتخذتها

فقد كانت دائماً ترى أن بكائها سيجعلها تبدو ضعيفة ولربما يمقتها بعدها فهي دائماً تفكر أن الرجل يكره المرأة البكاءة

لكنها قررت أن تغير طريقتها غير النافعة تلك باقناعه فكلما زادت عناداً ازداد هو الآخر

ولم تكن لتجدي أياً من طرقها تلك .. حتى قررت استعمال هذا السلاح الذي وصفته لها صديقتها المقربة .. وحقاً كان ناجحاً جداً

فذلك الرجل الصلب سرعان مااستسلم أمام دموعها وانصاع لأوامرها

" لو كنت أعرف أن بكائي سيجعله يرضخ لي لكنت فعلت هذا منذ ثمان سنوات .. حقاً كنت غبية للغاية .. فلورنس صغيري الحبيب ماتراك تفعل الآن "

أغلقت باب غرفتها واستندت عليه تفكر للحظة وتتذكر أيامهما معاً

رفعت طرفها لتعانق عيناها تلك الصورة المعلقة في جدار غرفتها

لطفل بدا في العاشرة من عمره بشعر ذهبي حريري مموج الأطراف

وعينان بلون الأفق تزدحم السحب فيه وتتخلله زرقة داكنة ساحرة

وابتسامة بريئة شقية .. أضافت لمظهره عذوبة وجمالاً خاصاً

بتلك الشخصية الفريدة المشاكسة ..

ابتسمت وهي تقف أمام اللوحة ودموعها عادت لتنهمر دونما حواجز

فالشوق .. سلب قدرات تلك المرأة الحديدية .. وجعلها تلقي بكل دروعها بعيداً

وتطلق لقلبها العنان كي يبوح بكل أسراره .!

تسلق ذلك السلم القصير المؤدي للأعلى .. الى غرفته حيث هما

وضع يده على باطن الغطاء الخشبي السميك

ورفعه ليفتحه بعزم .. لكن !

كان أثقل من أن يتمكن من رفعه .. فكرت جيداً

واختارت أن تحميه حتى اللحظة الأخيرة

كانت تجلس هناك أعلى الغطاء الخشبي تحسباً لأي خطر قد يداهمها ويكشف زوجها

أخذ يحاول فتحه دونما جدوى .. وقبل أن يصرخ ليعلن عن مكانه سمع صوتها جلياً

- انها هانا .. آه طفلتي دعني أذهب لها أيها الوغد .. الفتاة محمومة

- ليس قبل أن تنطقي .. في الواقع أعجب حقاً كيف لايزال صامداً بينما أنتِ تعانين هنا .. هه أظنكِ عرفتِ مشاعره نحوكِ جيداً الآن

قطبت حاجبيها وهي تنظر له بغضب : قلت لك زوجي ليس هنا .. ولن تذهب من هنا دونما عقابٍ بعد كل مافعلت

صك أسنانه بغيظ بينما نهضت وأمسكت بيد هارو وهي تتجه مسرعة الى حيث طفلتها التي كانت تصرخ وتبكي بخوف وهي تطرق الباب

فتحته وعانقتها بسرعة مع شقيقتها وهي تحاول تهدئتهما والتخفيف عنهما

بينما نظر نحوهما بحقد مستسلماً

ألقى بالعصا وتوجه ناحيتها بهدوء .. نظر لها ملياً بينما كانت لاتزال تحاول تهدئة طفلتيها

وماان أدركت نظراته حتى حدقت به بغضب كلبوة ثائرة

- أقسم أنك ستنال عقابك لاخافتك طفلتي ودخولك منزلي واهانتي .. ان كنتم تزعمون أن زوجي ارتكب جريمة ما .. فأنتم الآن ارتكبتم حقاً ماهو أفضع .. ولن يمر هذا أبداً دون عقاب

صمت لوهلة حتى أنهت حديثها فقال ببرود : ربما تستطيعين خداع أهل القرية بهذه الكلمات أما أنا فلا .. سأكشف ماتخفونه من أسرار آرياكو

نهضت وتوجهت نحو الباب الخارجي ففتحته وأشارت له بالخروج وهي تقول بحنق شديد :

اخرج من منزلي .. اخرج أو سأصرخ بأعلى صوتي وسأجمع أهل القرية حولك ليروا مافعلته

- هه ولما لا تفعلي

قالها بنبرة ساخرة وهو يتوجه نحوها

وقبل أن يخرج انحنى بجانبها هامساً : لازلتِ لاتستطيعين الكذب آريا

ضحك بعدها ساخراً وخرج من المنزل تاركاً اياها تصارع آلام قلبها المريرة

الحيرة والخوف والضياع .. الوحدة والألم

أغلقت الباب خلفه بقوة وأسندت رأسها له مطلقة العنان لدموعها ومشاعرها الحقيقية بالانفجار

أخذت تبكي بحرقة وسرعان ماانضمت لها طفلتيها ترتميان بأحضانها وهما ترتعشان بخوف

بينما كان فلورنس يسمع نحيبهم بأسى

خرج من القبو وسار بخطواتٍ مترددة نحو الباب

وقف بجانبه ينظر الى عائلته الصغيرة .. والتي كانت في تلك اللحظات بأمس الحاجة لوجوده

رفعت آرياكو طرفها المبلل بالدموع ونظرت نحوه بعتاب آلم قلبه الجريح

وسرعان ما أخفضت رأسها هامسة لطفلتيها :
" انتظراني في الغرفة .. سأحضر الافطار لكما وأعود سريعاً .. ارتاحا جيداً حبيبتاي "

أبت كلتاهما ذلك فحاولت اقناعهما جاهدة حتى وافقتا أخيراً .. وعادتا للغرفة بينما اختبأ فلورنس بسرعة خلف الباب

وما إن أغلقتا الباب خلفهما حتى أبعدت آريا ناظريها عنهما وحدقت بباب غرفتها ملياً

ملأت رئتيها بالهواء ثم زفرته ببطء .. وفتحت عينيها وهي تتجه نحو الغرفة

دخلتها بهدوء والتفتت الى حيث كان يقف فلورنس شارداً خائباً بائساً

نظر نحوها بألم دفين وعيناه تحاولان التعبير عما يختزنه من كلمات اعتذار عجز على لسانه النطق بها

بعد لحظات قضاها كليهما في خطابٍ صامت بين عتاب واعتذار

نطق أخيراً وهو يقترب منها ويضع يده على عنقها بحزن : آلمكِ ؟

أومأت بالنفي وهي تبعد يده موضحة : كان يخدعك وحسب .. ماكان ليرتكب جريمة كتلك بهذه السهولة .. فذلك سيعرضه للعقاب والمسائلة .. انه يفكر جيداً قبل أن يفعل

أكملت وهي تنظر لعينيه بعتاب قاسٍ : ليس كالبعض هنا .. لقد أوقعتنا في الهاوية حقاً .. ألم أكن صادقة

وقبل أن يبرر أردفت وهي تقاوم دموعها المحرقة : لم أتعرض لاهانة كهذه في حياتي .. حرمة منزلي .. مكانتي التي كنت أملكها حينما كنت ابنة أبي .. سمعتي .. مستقبل أطفالي .. أتعلم كم آذيتنا جميعاً بفعلتك .. ولازلت لاأعرف ماتخفيه حتى الآن .. لما لاتخبرني بتتمة القصة ؟ لما ..

قاطعها بألم : يكفي آريا .. حقاً ما أواجهه الآن يكفي .. ما أعانيه أضعاف ماتعانيه أنتِ .. كذلك أنا لم أعتد القتل يوماً لم أعتد شيئاً مما أفعله الآن ولم أكن معتاداً أبداً على ماعايشته من أحداث طيلة مكوثي في اليابان .. تحملت كل ذلك لأجلكم .. أعلم أن هذا قاسٍ وصعب .. لكن .. ألا يمكنكِ تحمله لأجلي ؟ لأجل عائلتكِ ؟

أجابته والألم يمزقها ممتزجاً بغضب لم تتمكن من السيطرة عليه : لقد تحملت كثيراً وتسترت على جريمتك النكراء وخالفت كل معتقداتي لأجل عائلتي فقط .. بل لأجل طفلتاي وحسب .. لا لأجلك .. لتعلم هذا

استدارت بعدها وهي تقول متتمة حديثها بينما لايزال بصمته وحيرته وألمه وأنامله تتخلل خصلات شعره بعنفٍ وحيرة مطلقاً التنهيدة تلو الأخرى عله يخفف من وطأة مشاعره المضطربة جراء كلماتها القاسية التي حار كيف يتصرف ازائها :
والآن .. اخرج من هنا .. كما كان كلينا يدعي .. لنكمل الكذبة ولترحل الى حيث أبي .. أنتظر منك أن تخبره بكل شيء عله يجد حلاً لهذه المصيبة .. ويفضل أن لا أراك لفترة .. علني أهنأ ببعض الهدوء والطمأنينة .. وكذا طفلتاي

- إن كان هذا مايريحكِ .. فسأفعل

قالها فلورنس باستسلام وهو يتأملها بأسى

توجه بعدها لخزانته وأخرج بعض ملابسه ليدخلها بحقيبة صغيرة عتيقة

حملها بعدها والتفت من جديد لآريا التي لاتزال حيثما كانت دون أن تنظر له

اقترب منها بتردد ومد يده لتلامس خصلات شعرها هامساً بمشاعره الصادقة المتألمة : أعلم أن هذا لايكفي .. لكني لاأملك سوى أن أعتذر .. صدقاً .. أرجو أن لا أعود أبداً .. عل هذا يريحكم وينهي هذا الكابوس .. الحق معكِ .. دون أن أدرك أوقعتكم في الهاوية معي .. انما ثقي أني لن أسمح لأحد بايذائكم .. سأبذل جهدي لأنهي هذا الأمر بسلام ولو تطلب حياتي

اقترب أكثر وهو يكمل : أعدكِ .. أميرتي

قبل خدها بلطف ثم ابتعد وهو يتأمل دموعها التي انسابت من عينيها بينما هي تحاول السيطرة على مشاعرها كي تعاقبه

سار مبتعداً وهو ينظر لها بين الحين والآخر متأملاً أن تتعانق عيناهما ولو للحظة

حتى خرج من الباب الخلفي حيث يمكنه الهرب دون أن يبصره أحد

ألقى بنظرة أخيرة عليها مودعاً .. والحزن قد تربع عرش قلبه

وغادر بعدها بصمت تودعه الرياح التي ماانفكت تعصف بالأجواء ما إن توقفت الأمطار

نظرت أخيراً نحو تلك البقعة التي كانت تحتويه منذ لحظاتٍ فقط

وبكت من أعماق قلبها وهي تحاول كتم شهقاتها بيدها

حينها أدركت فقط .. أن حياتها لن تعود أبداً كم كانت

وأن لعنة الغراب قد حلت عليهم حقاً !

انتهى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿
أميرة جَديدة..!ّ
أميرة جَديدة..!ّ
ٱعشّقَ ذٌٱتُے✿


مسآهمـآتــيً $ : : 340
عُمّرـيً : : 18
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/08/2015

بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . Empty
مُساهمةموضوع: رد: بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز .   بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز . I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 21, 2015 2:32 am

انتظروني مع التكلمهه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز .
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  بَراعِــــــمُ زَهْرَةِ الْكَــــــــــرْز .

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
*ღ مملكهة عالم الانمي ღ* :: (القسم الآدبي ~♥) :: آلقصص والروايآت~☆-
انتقل الى: