* أهميـــة معرفة أسمـإء الله الحسنى *
1- معرفة الله تفرض عبادته والخشوع له : إن تمام العبادة متوقف على المعرفة بالله
والإنابة إليه والإقبال عليه، والإعراض عمن سواه وكلما ازداد العبد معرفة بربه، كانت عبادته أكمل
، فإذا عرفه الناس عبدوه وأدى ذلك إلى اليقين بحق العبودية لله وأثمر الإخلاص له في عبادته .
2- معرفة الله سبب في محبته: تعتبر معرفة الله سبب محبته فتقوى المحبة على قدر قوة المعرفة
وتضعف على قدر ضعف المعرفة بالله ، إن قوة المعرفة الله تدعو إلى محبته
وخشيته، وخوفه، ورجائه، ومراقبته، وإخلاص العمل له، وهذا هو عين سعادة العبد
ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه الحسنى، والتفقه في معانيها
3- معرفة الله سبيل للتوكل عليه :
أن معرفة الله والعلم بأن الله خالق الأسباب ومسبباتها ولا خالق غيره ولا مقدر غيره
سبب قوي للتوكل على الله ، كما أن العلم بتفرد الله بالضر والنفع، والعطاء، والمنع،
والخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة كما تقتضي المعرفة بأسماء الله الحسنى
يثمر لله عبودية التوكل عليه باطنا وظاهرا ، ولأن الرزق بيد الله وحده
كما تقتضي معرفة أسماء الله الحسنى ،
فعلى العاقل التوكل على الله والاعتماد بوعده فان الله كاف لعبده
4- معرفة الله أكبر عون على تدبر كتــإب الله :
إن في تدبر معاني أسماء الله وصفاته أكبر عون على تدبر كتاب الله
وذلك لأن معرفة أسماء الله وصفاته وأفعاله يساعد على التدبر وفهم معاني القرآن .
5- معرفة الله تورث الأدب مع الله :
إن معرفة الله يورث حقيقة الأدب مع الله فلا يكون للعبد تقدير إلا ما قدر الله.
ولا يكون له مع تقدير الله، إلا الطاعة والقبول والاستسلام، مع الرضى والثقة والاطمئنان
قال ابــن القيِم : « إن الأدب مع الله تبارك وتعالى هو القيام بدينه والتأدب بآدابه ظاهرا وباطنا
ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله إلا بثلاثة أشياء :
معرفته بأسمائه وصفاته، ومعرفته بدينه وشرعه وما يحب وما يكره،
ونفس مستعدة قابلة لينة متهيئة لقبول الحق علما وعملا وحالا »
6- معرفة الله لها لذة يعرفها من عرف الله :
إن لذة معرفة الله ومحبته وعبادته وحده لا شريك له والرضا به هو العوض عن كل شيء
ولا يتعوض بغيره .
[size=32]* أسماء الله الحسنى عند المسَلمين *
[/size]
[size=18]قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) :
[ ما أصاب أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزَنٌ فقال اللهمَّ إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمَتِك ناصيَتي بيدِك ماضٍ فيَّ
حُكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أوْ علَّمْتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو أنزلته
في كتابِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ
حُزني وذهابَ هَمِّي إلا أذهب اللهُ همَّه وحُزْنَه وأبدله مكانه فَرَجًا قال : فقيل : يا رسولَ اللهِ ألا نتعلمُها
فقال : بلى ينبغي لِمَنْ سمِعها أنْ يتعلمَها ]
قال ابن القيم الجوزيةَ :
[ فهو موصوف من الصفات بأكملها وله من الكمال أكمله وهكذا أسماؤه الدالة على صفاته هي
أحسن الأسماء وأكملها فليس في الأسماء أحسن منها ولا يقوم غيرها مقامها ولا يؤدي معناها
وتفسير الاسم منها بغيره ليس تفسيرا بمرادف محض بل هو على سبيل التقريب والتفهيم وإذا عرفت
هذا فله من كل صفة كمال أحسن اسم وأكمله وأتمه معنى وأبعده وأنزهه عن شائبة عيب أو نقص ]
قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي :
سم دال على صفة كمال عظيمة، وبذلك كانت حسنى؛ فإنها لو دلت على غير صفة
، بل كانت علما محضا، لم تكن حسنى، وكذلك لو دلت على صفة، ليست بصفة كمال ،
بل إما صفة نقص أو صفة منقسمة إلى المدح والقدح، لم تكن حسنى.
فكل اسم من أسمائه، دال على جميع الصفة، التي اشتق منها، مستغرق لجميع معناها ]
قال ابن الوزيــر :
[ اعلم أن الحسنى في اللغة : هو جمع الأحسن؛ لا جمع الحسن،
فإن جمعه : حسان وحسنة، فأسماء الله التي لاتحصى؛ كلها حسنة،
أي : أحسن الأسماء، وهو مثل قوله تعالى :
﴿[color] وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)﴾ ( سورة الروم )
أي : الكمال الأعظم في ذاته وأسمائه ونعوته، فلذلك وجب أن تكون أسماؤه أحسن الأسماء؛
لا أن تكون حسنة وحسانا لا سوى،
وكم بين الحسن والأحسن من التفاوت العظيم عقلا وشرعا؛ ولغة وعرفا ].[/color][/size]
* معنى إحصاء أسماء الله الحسنى *
هذا الحديث مخرج في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم -وله لفظان أحدهما :
( من أحصاها ) واللفظ الثاني : ( من حفظها دخل الجنة ).
معنى: ( أحصاها ) إذا حفظها وأتقنها دخل الجنة. وإحصاؤها يكون بحفظها ويكون بالعمل بمقتضاها
أما لو أحصاها ولا يعمل بمقتضاها ولا يؤمن بها فإنها لا تنفعه فالإحصاء يدخل فيه حفظها
ويدخل فيه العمل بمعناها. فالواجب على من وفقه الله في إحصائها وحفظها
أن يعمل بمقتضاها ، مؤمنا بأن الله عزيز حكيم رؤوف رحيم،
قدير عليم بكل شيء، ويؤمن بذلك ثم يراقب الله، ويخاف الله،
فلا يصر على المعاصي التي يعلمها ربه، فليحذر المعاصي ويبتعد عنها
وأن يكون بذلك كلا بأنواعه إلى غير ذلك، فهو يجتهد في حفظها مع العمل بمقتضاها
من الإيمان بالله ورسوله، وإثبات الأسماء والصفات لله على الوجه اللائق بالله
من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل يعلم أنها حق
وأنها صفات لله وأسماء لله، وأنه سبحانه الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله
لا شبيه له ولا مثل له؛ كما قال - عز وجل - في كتابه العظيم :
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ }
يؤمن بهذا وأنه صمد، لا شبيه له تصمد إليه الخلائق وتحتاج إليه - سبحانه وتعالى -
وهو الكامل في كل شيء، وأنه لم يلد ولم يولد وأنه لا كفؤ له لا في صفاته ولا في أفعاله
قال تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }
فهو لا سمي له ولا شبيه له ولا كفء له ولا ند له هو الكامل في كل شيء
بعلمه وبذاته وبحكمته وفي رحمته وفي عزته وفي قدرته وفي جميع صفاته - سبحانه وتعالى -
فمن أحصاها علماً وعملاً، حفظها علماً وعملاً أدخله الله الجنة
أما إذا أحصاها وحفظها ولكن قد أقام على المعاصي والسيئات فلم يعمل بصفات الله،
إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه بمعاصيه
ثم بعد تطهيره من المعاصي يخرجه الله من النار إلى الجنة إذا كان مات على التوحيد والإسلام؛
والمقصود أن إحصاء الأسماء الحسنى وحفظها من أسباب السعادة
ومن أسباب دخول الجنة لمن أدى حقه واستقام على طاعة الله ورسوله
ولم يصر على المعاصي.