فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين }..
من الطبيعي ان يحزن الانسان على فقد شخص أحبه..او حتى شخص لم يعرفه..
لكن أن تحزن الأشياء كالارض.. على أشخاص عاشوا عليها..هنا تكمن الغرابة ..فهل تشعر بنا الارض؟؟ وان شعرت الارض فكيف تعرفنا السماء...؟؟؟؟
اما الارض فتعرفنا الاماكن التي صلينا فيها وذكرنا الله عليها فهي شاهدة علينا بما عملنا على أظهرها..اما السماء..فلكل انسان باب يرتفع منه عمله الصالح..وتنادي الملائكة باسمه ..هذا عمل فلان..فتعرفه ملائكة السماء..فتفتح الباب وتتسلم عمله وترفعه الى الله تبارك و تعالى. .
هكذا تعرف السماء كل عبد ذكر الله او عمل صالحاً. .اما ان كان الإنسان ليس مؤمنا..فلا يكون له باب لتمر منه أعماله وترتفع الى الله..حتى وان عمل اعمالا صالحة..فالاعمال الصالحة لغير المؤمن يجازى بها في الحياة الدنيا لكنها لاترتفع الى الله لانها لم تكن لوجهه الكريم...
فالارض والسماء قد تكون اكثر وفاء من اشخاص عرفناهم وأحسنا عشرتهم ..ولم تتسع قلوبهم لحبنا ..وان غبنا عنهم لم يذكرونا بخير..
أتى ابن عباس رضي الله عنهما رجل فقال يا أبا العباس أرأيت قول الله تعالى "فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين" فهل تبكي السماء والأرض على أحد؟ قال رضي الله عنه نعم إنه ليس أحد من الخلائق إلا وله باب في السماء منه ينزل رزقه وفيه يصعد عمله فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد فيه عمله وينزل منه رزقه فان مات فقده ذلك الباب و بكى عليه وإذا فقده مصلاه من الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله عز وجل فيها بكت عليه وإن قوم فرعون لم تكن لهم في الأرض آثار صالحة ولم يكن يصعد إلى الله عز وجل منهم خير فلم تبك عليهم السماء والأرض .
و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان يقال تبكي الأرض على المؤمن أربعين صباحا .وقال مجاهد أيضا ما مات مؤمن إلا بكت عليه السماء والأرض أربعين صباحا قال: فقلت له أتبكي الأرض؟ فقال أتعجب؟ وما للأرض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالركوع والسجود؟ وما للسماء لا تبكي على عبد كان لذكره وتسبيحه فيها دوي كدوي النحل.**
وقيل ان بكاء السماء احمرارها..
وقد غالى بعض المسلمين عندما توفي ابراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ..اذ خسفت الشمس بعد وفاته ..فقال بعض المسلمين انها خسفت لموت ابن رسول الله ..فخطب فيهم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم بعد صلاة الكسوف وأوضح لهم ان الشمس والقمر لا يخسفان لموت احد..
منقولة للافادة