عبدالرزَّاق صالح
حِرْزٌ ذلكَ أمْ تَميمةٌ!؟
أمْ عَظْمُ هدهدٍ!؟
أمْ صَدَفَةٌ تترآى في الظلامِ!؟
أمْ عينانِ زرقاوانِ لقطٍ قابعٍ في الحلكةِ!؟
هل أرى عيناً واحدةً أمْ أرى عيونَ الكونِ من نافذةِ الكونِ!؟
الحسرةُ في القلبِ
الدمعةُ في العينِ
الحزنُ ثقيلٌ في السجنِ
الأملُ قافلةٌ ضائعةٌ
الأحلامُ تتلاشى في ضبابِ الصبحِ
الناظرُ إلى عينِ الطائر
يُحدِّقُ بزرقةِ الموج!
الطائرُ الواقفُ على غصنِ الرِّيحِ
يتمايلُ طرباً!
يرقصُ ويفردُ جناحيه للريحِ
آهٍ … ما أحلى حرية الطيران
ما أقسى شقاء الحجز في ركنٍ تنساهُ الأيام
عينُ الطائر؛ عينكَ أيُّها الإنسان
حينَ تمرُّ صَدْفَةً بمكانٍ منسيٍّ
أو سورٍ!
تَذكَّرْ ما وراء القضبان!
كُنْ كطائري الأزرق!
كُنْ كعينهِ السِّحرية الزرقاء!
لا تخضع للعبةِ القدر
أو لإمبراطور الحجر
كُنْ دواءً للمرضى
كُنْ سلوةً للمحرومين
لا تقفلْ بابَ القلبِ لعاشقةِ المساء
دعها تنتحبُ على صدركَ العاري
دعها تغازلُ نجومَ المساءِ
دعها في محرابِ اللذةِ
دعها تنظرُ لعينِ الطائر
دعها تَغْزِلُ خيوطَ الأماني
دعها تمشي حافيةً على الماء!
دعها تفعلُ ما تشاء؛ الليلة
واسكبِ القمرَ في آنيةِ الشَّرابِ
عينُ الطائرِ؛ عينُكَ
تسلى بزرقةِ الموج في عينيكَ
وكُنْ عزائي الأخير
يا طائري الأزرق