[size=32]الْكَلِمَه نُوْر...وَنَار[/size]
[size=32]لَا تَخْلُو الْحَيَاة مِن مُشْكِلَات وَمُنَغِّصَات تُتَوِّجُهَا الْمَآَسِي الَّتِي تُخْلِف جُرُوْحَا،[/size]
[size=32]بَيْد أَن هَذِه الْجُرُوْح أَنْوَاع شَتَّى، [/size]
[size=32]فَهُنَاك جُرُوْح يُعَالِجُهَا الْطَّبِيْب بِأَدَوَاتِه، [/size]
[size=32]وَجَرُوْح يُعَالِجُهَا الْزَّمَن وَالْنِّسْيَان، [/size]
[size=32]وَأَخْطَر هَذِه الْجُرُوْح،[/size]
[size=32]تِلْك الَّتِي تَفْشَل كُل هَذِه الْعِلَاجَات فِي شِفَائِهَا،[/size]
[size=32]فَتَبْقَى غَائِرَة فِي الْنَّفْس، [/size]
[size=32]تُؤْلِم صَاحِبَهَا كُلَّمَا تَذْكُرُهَا، وَإِن كُنْت أَشُك انَّه لَن يَنْسَاهَا أَبَدا. [/size]
[size=32]
[/size]
[size=32]* لَعَل مَن أَشَد الْجُرُوح قَسْوَة، تِلْك الَّتِي تَأْتِي مِن فِئَة الْمُقَرَّبِيْن لِلْانْسَان،[/size]
[size=32]فَلِكُل إِنْسَان، [/size]
[size=32]مِن فِئَة الْأَهْل أَو الْأَصْدِقَاء، يُحِبُّهُم وَيُقْدِرِهُم وَيَضَعَهُم فِي دَرَجَة مِن الْسُّمُو، [/size]
[size=32]لَا تُضَاهِيْهَا دَرَجَة أُخْرَى، وَعِنْدَمَا يَأْتِي الْجْرَح مِن هَؤُلَاء،[/size]
[size=32]فَلَا عِلَاج لَه ، وَيَبْقَى الْجُرْح يَنْزِف وَيَنْزِف، [/size]
[size=32]إِلَى دَرَجَة الْمَوْت لَا شَك أَن الْنَّفْس الْبَّشَرِيَّة بِهَا إِيجَابِيَات وَسِلْبِيَّات، [/size]
[size=32]
[/size]
[size=32]إِلَّا أَنَّهَا تَمِيْل فِي نِهَايَة الْأَمْر إِلَى الْفِطْرَة الَّتِي جُبِلَت عَلَيْهَا، وَهِي الْأَخْلَاق الْحَسَنَة، وَالاتِّزَان، [/size]
[size=32]وَحُسْن الْتَّصَرُّف، وَالْهُدُوء،[/size]
[size=32]وَمِن هُنَا لَابُد مِن الْتَعَامُل الْجَيِّد مَعَهَا،[/size]
[size=32]حَتَّى نَتَلافِي الْسَّلْبِيَّات فِيْهَا، [/size]
[size=32]وَنُعَزِّز الْإِيْجَابِيَّات، [/size]
[size=32]بِيَد أَن هَذَا الْتَّعَامُل لَا يَتَوَافَر فِي كُل الْأَحْوَال،[/size]
[size=32]إِذ أَنَّه الْحَلْقَة الْمَفْقُوْدَة فِيْمَا نَتَحَّدَث عَنْه، [/size]
[size=32]وَمِن هُنَا تَتَوَلَّد الْمُشْكِلَات بَيْن الْأَصْدِقَاء وَالْأَقَارِب،[/size]
[size=32]بَل بَيْن الْأُخُوَّة أَنْفُسِهِم، وَقَد تُعَالَج كَلِمَة «آَسَف» [/size]
[size=32]
[/size]
[size=32]الْكَثِيْر مِن سُوَء الْفَهْم الْمُتَوَلَّد بَيْن الْأَصْدِقَاء،[/size]
[size=32]إِلَا أَن هَذِه الْكَلِمَة تَفْقِد مَفْعُوْلِهَا عِنَدَمّا يَكُوْن الْجَرْح غَيْر مُتَوَقَّع حُدُوْثِه، [/size]
[size=32]أَو عِنْدَمَا يَأْتِي مِن أُنَاس قِرِيْبِيَّن جَدَّا إِلَى الْنَّفْس، [/size]
[size=32]أَو عِنْدَمَا يَكُوْن هَذَا الْجَرْح مُخَالِفَا لِلْطَّبِيْعَة الْبَشَرِيَّة، [/size]
[size=32]وَإِطَار الْعَلَّاقَات الْإِنْسَانِيَّة المُتِمَاشِي مَع الْمَنْطِق وَالْعَقْل،[/size]
[size=32]فَمَثَلَا لَيْس لِكَلِمَة «آَسَف» أَي تَأْثِيْر، [/size]
[size=32]عِنَدَمّا تُصَدِّر عَلَى لِسَان ابْن عَاق،[/size]
[size=32]أَخْطَأ فِي وَالِدَيْه، وَجُرِح مَشاعَرْهُما. [/size]
[size=32]
[/size]
[size=32]أَعْرِف أَن هَذَا الْزَّمَان الَّذِي نَعِيْش فِيْه مُتَغَيِّر، [/size]
[size=32]وَأَن طِبَاع الْنَّاس تَغَيَّرَت هِي الْأُخْرَى، [/size]
[size=32]وَعَلَيْنَا أَن نَتَوَقَّع سُوَء الْفَهْم مِن الْجَمِيْع، [/size]
[size=32]وَلَكِن مَا أَشْعِر بِه ان الْتَّغْيِيْرَات تَجَاوَزْت الْحُدُوْد، [/size]
[size=32]وَحَطَّمَت الْمَنْطِق،[/size]
[size=32]فَلَا أَدْرِي مَا هُو الْمَكْسَب لِشَخْص أَسَاء لِمَن مُد لَه يَدَه لِيُنْقِذْه مِمَّا هُو فِيْه، [/size]
[size=32]
[/size]
[size=32]وَلَا أَدْرِى لِمَاذَا يَتَنَاسَى الْصِّدِّيق كُل مَا بَيْنَه وَبَيْن صَدِيْقَه مِن عَشَرَة وَذّكَريِات جَمِيْلَة، [/size]
[size=32]وَيَنْقَلِب فِي غَمْضَة عَيْن عَلَى صَدِيْقَه، وَيُصِيْبُه بِجُرُوْح نَفْسِيَّة، [/size]
[size=32]تَنْطَبِع فِي الْنَّفْس، وَلَا تَبْرَحُهَا، [/size]
[size=32]وَلَا أَشُك أَن الْخَاسِر فِي هَذَا هُو الْطَّرَفَان،[/size]
[size=32]وَلَيْس طَرَفَا وَاحِدَا.. أَو بِمَعْنَي آَخَر، [/size]
[size=32]الْخَاسِر هُو الْإِنْسَان، الَّذِي مِيْزَه الْلَّه عَن الْحَيَوَان بِنِعْمَة الْعَقْل، وَالْحُب، فَذَهَب الْعَقْل، وَمَات الْحُب، [/size]
[size=32]فِي لَحَظَات شَيْطَانِيَّة. [/size]
[size=32]
[/size]
[size=32]عَلَيْنَا أَن نُعَيِّد حِسَابَاتِنَا، وَعَلَيْنَا أَن نَتَأَمَّل فِي تَصَرُفَاتَنَا جَيِّدَا،[/size]
[size=32]وَنَحْسَب حِسَاب كُل كَلِمَة تَخْرُج مِن أَفْوَاهِنَا، [/size]
[size=32]لِأَن الْكَلِمَة نُوْر.. وَنَار، [/size]
[size=32]وَالْعَاقِل هُو الْوَحِيد الَّذِي يُتَحَكَّم فِي كَلَامِه،[/size]
[size=32]وَيَجْعَلُه نُوَرَا عَلَيْه وَعَلَى مَن حَوْلَه، [/size]
[size=32]أَم الْجَاهِل فَهُو مَن يَفْعَل الْعَكْس [/size]
[size=32]
[/size]
[size=32]اعَاذَانَا الْلَّه وَايّاكُم مِن الْجَهْل [/size]
[size=32]وَتَذَكَّر [/size]
[size=32]الْكَلِمَة الْطَّيِّبَة كَالْشَّجَرَة الْطَّيِّبَة [/size]
[size=32]امّا الْطَّرْف الَّذِى جُرْح فَكُن كَصَدِيْق الْامَّة رَضِى الْلَّه عَنْه ا[/size]
[size=32]وَتَذَكَّر [/size]
[size=32]فَلْيَعْفُوْا وَيَصْفَحُوا الَا تُحِبُّوْن ان يَغْفِر الْلَّه لَكُم [/size]
[size=32]وَجَعَلَنِى الْلَّه وَايّاكُم كَلِمَات نُوْر لِلْاخِرِيْن [/size]
[size=32]
[/size]
[size=32]وَدُمْتُم فِى طَاعَة وَرِضَا وَيَقِيْن مِن رَّب الْعَالَمِيْن[/size]
[size=32]مما راق لي[/size]