موضوع: الف ليلة وليلة الجزء الثااني الجمعة يونيو 05, 2015 8:01 am
على الرغم من أن هناك إشارات على أن بداية دخول حكايات «ألف ليلة وليلة» إلى الأدب الأوروبي كانت في منتصف القرن الرابع عشر، إلا أن أول ترجمة كاملة لحكايات «الف ليلة وليلة» ظهرت باللغة الفرنسية سنة 1704، والتي قام بها المستشرق أنطوان غالان. وقد صدرت هذه الترجمة في اثني عشر مجلداً. لكن هذه الترجمة رغم تكاملها النسبي عانت الكثير من الحذف والبتر وخاصة للفقرات والمقاطع المنافية للأخلاق، كما أن ترجمة غالان لم تكن مطابقة للنصوص الأصلية بل كان فيها نوعاً من التصرف لتناسب اللغة الفرنسية، بما في ذلك القصائد الشعرية. كان لظهور هذه الترجمة دور في انتعاش الحياة الأدبية هناك، ثم ترجمت إلى الإنجليزيةوالألمانيةوالدنماركية.حينما تُرجِمت «ألف ليلة وليلة» إلى اللغة الإنجليزية انعكس تأثيرها على الأدبوالشعر الإنجليزي، فتأثر بها عدد من الشعراء الإنجليز، منهم والتر سكوت، واللورد بايرون، وتوماس مور، وجون كيتس. ويبدو هذا واضحاً في ديوان اللورد بايرون "حكايات شرقية" وهو ديوان شعر رومانسي، وكذلك عند توماس مور في روايته "لالا روخ". أما في فن التصوير فقد برز هذا التأثير في لوحات ديلاكرواودي كامب وجيروم.كذلك صدرت الترجمة الألمانية عن اللغة الفرنسية، والتي بدأت منذ عام 1710 على يد تالاندر، ولكن الألمان أصدروا ترجمة من اللغة العربية في النصف الأول من القرن التاسع عشر وذلك عن النسخة العربية التي طُبِعت في كلكتا سنة 1814، وعن النسخة المصرية طبعة بولاق في العشرينات من نفس القرن. كان من ضمن مستشرقي ألمانيا اللذين اهتموا بهذا العمل، المستشرق فردريش روكرت الذي قدم العديد من الدراسات التي تتناول هذا الموضوع مثل "مباهج وتأملات شرقية " و "سبعة كتب وأساطير وحكايات من الشرق"، ومارست «ألف ليلة وليلة» تأثيرها على الأدب الألماني، حيث أن لشتينبرج قد استعان بها في إخراج شعره الرومانسي، وكذلك جوته الشاعر الألماني الكبي الذي كان مهتماً بالشرق وآدابه وقبل «ألف ليلة وليلة» ظهر تأثره بالإسلام وشخصية محمد، وقد قام بترجمة بعض النصوص القرآنية عن ترجمة ماركيوس إلى اللغة اللاتينية، وتوالت اهتماماته إلى أن أصدر روايته الشعرية "الديوان الشرقي الغربي" ويبدو فيها تأثره بالشعر العربيوالفارسيوالقرآن وشعر المتصوفين خاصة جلال الدين الرومي وكذلك حكايات ألف ليلة وليلة. كما قام أوجست فون بلاتين بنظم ديوانه الشعري "العباسيون" مستوحياً إبداعه من ألف ليلة وليلة.تُرجِم العمل إلى البولندية في منتصف القرن الثامن عشر، وذلك سنة 1768 ويقع في اثني عشر مجلداً، وتمت عن ترجمة غالان، وأعيد طباعتها في 1772 - 1774. كما قام بوهموليتس بترجمة ونشر بعض القصص في مجلة مونيتور البولندية، وفي سنة 1819 نشرت ترجمة جديدة في فيلنا عن ترجمة غالان، تبعها في سنة 1873 ترجمة أخرى في وارسو، وكلها نقلت عن ترجمة غالان. في الخمسينيات صدرت بعض المختارات المترجمة عن طريق كوبياك وتوبيليفتش، ثم في عام 1959 صدرت طبعة أخرى تحتوي على عدد أكبر من المختارات ترجمها كوبياك من اللغة العربية، إلى أن تمت الترجمة البولندية الحديثة التي بدأت مع منتصف الخمسينيات حين تشكلت لجنة من أساتذة متخصصين من الأقسام الشرقية في بولندا، وعلى رأسها جامعة ياجيلونسكي متمثلة في معهد فقه اللغة، وجامعة وارسو متمثلة في قسم الدراسات العربية، عملت على نقل العمل من اللغة العربية إلى اللغة البولندية، وقد تمت الترجمة عن طريق طبعة بولاق المصرية الموجودة في أربعة مجلدات. وبالرغم من أن عملية الترجمة قد بدأت في الفترة 1957 - 1958 وانتهت مع بداية الستينيات إلا أنها لم تصدر إلا في سنة 1974، وكانت قد صدرت في طبعتين إحداهما مختصرة في مجلد واحد، والأخرى مفصلة للمهتمين وتقع في تسع مجلدات.أما فيما يتعلّق بالترجمة البوسنية، فقد بدأت الترجمة الأولى الكاملة في فترة حصار سراييفو، عن طريق أسعد دوراكوفيتش الذي كان قد انتخب لتوه كأول بوسنوي يكون عضواً فيمجمع اللغة العربية بالقاهرة، ونشرت تلك الترجمة سنة 1999، وقد أراد لهذا العمل أن يشكل صلة للبوسنة مع العالم العربي والإسلامي بشكل خاص ليعيد إثبات الهوية البوسنية في وجه اللغة الصربو كرواتية.