الى كل فتاة تؤمن بالله

[size=32]إلى كلِّ فتاةٍ تؤمن بالله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعدُ:
ففي الناسِ اليومَ من يدورُ, في قضية سترِ المرأةِ المسلمةِ وجهَهَا, بينَ رأيين: يفتي البعض بوجوب الستر مستنداً على أدلَّةٍ شرعيةٍ, ويفتي البعض الآخر بجواز الكشف مستنداً أيضاً على أدلَّةٍ شرعيةٍ!
إنها مسألةٌ فَرعيةٌ خلافيةٌ, لكل فريق من العلماء أدلته فيها.
والعلماءُ إنما ينكرون على من خالفَ ما أُجمِعَ عليه, أمَّا المُختَلَفُ فيه, كهذه القضية, فلا إنكارَ فيه؛ لأنَّ كلَّ مجتهدٍ – حسب القول الراجح – مصيبٌ.
لكنَّ العلماءَ أنفسهم, في مسألة ستر المرأة وجهها, متفقون في أحوالٍ, مختلفون في أخرى, فما المتفقُ عليه بينهم؟ وما المختلفُ فيه؟ وما أدلةُ كل رأي؟ وما وجه الاستدلال بها؟
أولاً: اتفقَ العلماءُ على أنَّ ما عدا الوجه والكفين من المرأة عورةٌ في حقِّ الرجالِ الأجانبِ عنها[size=32][1][size=32].
لقوله تعالى:
( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنينَ عليهنَّ من جلابيبهنَّ, ذلك أدنى ألا يعرفنَ فلا يؤذينَ )[الأحزاب:59].
وقوله تعالى:
( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يُبدينَ زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفينَ من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) [النور:31].
ثانياً: إلا أنهم اختلفوا في الوجهِ ذاتِه، على فريقين:[/size]
[size=32]الفريق الأول: وهم جمهور العلماء, وفيهم الحنفية والمالكية والشافعية, قالوا: إِنَّ الوجهَ بحدِّ ذاتِه ليسَ عورةً فلا يجبُ سترُه[/size][size=32][2][/size][size=32].
الفريق الثاني: ومنهم الحنابلة, قالوا: كلُّ أجزاءِ المرأةِ عورةٌ أمامَ الرجال الأجانب، بما فيه الوجهُ والكفَّان[/size][size=32][3][/size][size=32].[/size]
[size=32]ثالثاً: الأدلة:
- من أدلة الفريق الأول:
1_ قال الله تعالى: ( ولا يبدينَ زينتهن إلا ما ظهر منها )[النور:31], فسروا (ما ظهر منها) بالوجه والكفين؛ إذ هما الظاهر الذي قد تتحرج المرأة من استدامة ستره, وهما الظاهر الذي تكشفه المرأة في الصلاة, فينبغي أن يكون الحكم في النظر مثله.
2_ ما أخرجه البخاري, عن جابرٍ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم توجَّه في آخرِ خُطبةِ العيد إلى النساء..ثم أمرَ النساءَ بالصدقةِ. قال جابر: فقامتِ امرأةٌ من سِطةِ القومِ, سفعاءُ الخدين, فقالت: لِمَ يا رسول الله؟ الحديث.
والشاهد منه أنهم قالوا: سفعاء الخدين: أي في خديها تغيرٌ وسوادٌ, قالوا: فمِن أينَ عَرفَ جابرٌ – راوي الحديث – أنها سفعاءُ الخدين وعرفَ لونَ خديِّها إلا لأنها كانت كاشفةً وجهها فرأى صفةَ خديها؟
3_ ما أخرجه أبو داود, عن عائشةَ: أنَّ أسماءَ بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وعليها ثياب رقاق, فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّمَ, وقال لها: يا أسماء! إن المرأة إذا بلغتِ المحيضَ لم تصلح أن يُرى منها إلا هذا وهذا, وأشار إلى وجهه وكفيه[4].
- من أدلة الفريق الثاني:
1_ الآية السابقة, لكنهم فسروا (ما ظهرَ منها) بزينة الثوب وأطراف الأعضاء وما قد يبدو معها كالخاتم ونحوه, فبقي الوجه والكفان داخلين في عامة ما يحظر كشفه.
2_ ما أخرجه الترمذيُّ وقال: حديث صحيح, من حديث ابن عمر, عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالَ: (( لا تتنقبِ المرأةُ الحرامُ ولا تلبسِ القفَّازَين )), قالوا: فما معنى نهي المرأة عن أن تتبرقع أو تتنقب أثناء الإحرام, لو لم تكن في عامة أحوالها الأخرى مبرقعة؟
3_ ما أخرجه مسلمٌ وغيرُه من حديث فاطمة بنت قيس أنها لما طلقت زوجها, فبتَّ طلاقها, أمرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن تعتدَّ في بيت إم شريك, ثم أرسل إليها أن بيت أم شريك يغشاه أصحابي, فاعتدِّي في بيت ابن أم مكتوم؛ فإنه ضرير البصر وإنك إذا وضعت خمارك لم يرَكِ.
وغير ذلك مما استدلوا به.
رابعاً: لكنَّ الفريقين متفقان على أنَّ المرأةَ المسلمةَ إذا علمتْ أو ظنَّتْ أنَّ في الرجال من ينظرُ إليها بشهوةٍ ولا يغضُّ من بصرِه كمَا أمرَ الله تعالى، فإنَّ عليها أن تمنعَه من هذا المُنكرِ جهدَ استطاعتها، بأنْ لا تظهر أمام هؤلاء الرجال، أو بأنْ تسدلَ نقاباً أمامهم.[/size]
[size=32]فإذا عَمَّ الفسقُ في المجتمع فإنَّ الخلافَ ينطوي عن هذه المسألةِ؛ إذْ الكلُّ يجمعون على وجوبِ ستر الوجه سواء قلنا إِنَّ الوجهَ عورةٌ أمْ ليس بعورةٍ.
[/size][size=32]- المذهب الحنفي:
قال علاء الدين الحنفي: (( وتُمنع المرأة الشابة من كشف الوجه)). قال ابن عابدين شارحاً: (( المعنى: تُمنع من الكشف؛ لخوفِ أن يَرى الرجالُ وجهها فتقع الفتنة؛ لأنه مع الكشف قد يقع النظر إليها بشهوة ))[5].
[/size][size=32]- المذهب المالكي:
ذكر الإمام الآبِيُّ المالكي: أن ابن مرزوق نص على: أن مشهور المذهب وجوب ستر الوجه والكفين, إن خشيت فتنةً من نظرِ أجنبي إليها[6].
[/size][size=32]- المذهب الشافعي:
قال إمام الحرمين الجويني الشافعي: (( اتفق المسلمون على منع النساء من الخروج سافرات الوجوه؛ لأن النظر مظنة الفتنة ))[7].
[/size][size=32]- المذهب الحنبلي:
قال الإمام أحمد بن حنبل: (( إذا خرجت من بيتها فلا تُبِنْ منها شيئاً ))[8].
وهذا هو الذي يفسرُ اختلافَ الأحاديث الصحيحة الواردة في حال نساء الصحابة بعدَ نزول حكم الحجاب؛ فقد كانَ في النساء من تبرز باديةَ الوجه والكفين، وكان فيهنَّ من تخرج منتقبةً، لا يُرى من وجهها إلا الحدقةَ. فإذا خرجتْ باديةَ الوجه، وإذا وجدتْ نفسَها بينَ قومٍ من المنافقين خرجتْ متنقبةً متلفعةً.
فإذا عثرنا بعد ذلك على وقائع وتصرفات لبعض نساء الصحابة أو التابعين أو غيرهم, تخالف ما أجمع عليه الأئمة في هذه المسألة, فإنها تصرفات فردية من آحاد الناس, أو هي كما يسميها الأصوليون: "وقائع الأحوال", لا يحتجُّ بها في إثبات حكم شرعي!
إنك إذا تأملتَ في حال المسلمين اليوم وما عمَّ فيه من الفسق والفجور وانحطاط الأخلاق, علمتَ بما لا يدعو للشك أنه لا مجالَ للقول بجواز كشف المرأة وجهها ما دامتِ الحالُ هذه.
خامساً: النتيجة:
يجب, باتفاق الأئمة الأربعة, على المرأة المسلمة الشابة الجميلة ستر وجهها عن الرجال الأجانب عنها, إذا علمتْ أو غلبَ على ظنِّها أن فيهم من ينظر إليها بشهوة, وذلك بأن تسدلَ نقاباً, فإن لم تنتقب أو تتبرقع فعليها أن تمتنع من الظهور أمامهم.
[/size][size=32]وهذا قاسمٌ مشتركٌ في حكم الحجاب، لم يقعْ فيه أيُّ خلاف، والله تعالى أعلم وأحكم, وصلى الله على رسول الله, والحمد الله رب العالمين.
[/size][size=32]ــــــــــــــ
[/size][size=32][1][/size][size=32]تكملة فتح القدير مع الهداية: 8/97, وتبيين الحقائق: 1/96-97, والشرح الصغير: 1/289, ومغني المحتاج: 3/125, والمجموع: 3/173, والمغني: 7/102.

[/size][size=32][2][/size][size=32]المراجع نفسها, في المواضع نفسها.

[/size][size=32][3][/size][size=32]المراجع نفسها, في المواضع نفسها, ومجموع فتاوى ابن تيمية: 22/110.

[/size][size=32][4][/size][size=32]قال أبو داود: هذه حديث مرسل, خالد بن دريك – الراوي عن عائشة – لم يُدرك عائشة.

[/size][size=32][5][/size][size=32]حاشية ابن عابدين: 2/488.

[/size][size=32][6][/size][size=32]جواهر الإكليل: 1/41.

[/size][size=32][7][/size][size=32]روضة الطالبين: 7/24.

[/size][size=32][8][/size][size=32]يُنظَرُ: الفروع: 1/601.[/size][/size][/size]

ابدااااع راقي..
وفي منتهى الروعه والجمااال
كلمااااااااات من ذهب..
ومعطرة بعطور ساحرة..
لاعدمنا كل مايخطه قلمك لنا
تحياتي وعبير ودي

» امة كفرت بالله
» لكي يكون ايمانك بالله قوي
» رضيت بالله ربااااااااااا
» اغنيه يرددها البعض وهي كفر بالله
» تنبيه: عند نطق أو كتابة (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )