يروى أن جماعة فيهم أنس بن مالك الصحابي حضروا لرؤية
هلال رمضان وكان أنس قد قارب المائة فقال أنس : قد رأيته
هو ذاك وجعل يشير إليه فلا يرونه ! وكان إياس القاضي حاضرا
– وهو من الذكاء والفراسة – فنظر إلى أنس وإذا شعرة بيضاء
من حاجبه قد تدلت فوق عينه ! فمسحها وسواها بحاجبه ثم قال
انظر أبا حمزة فجعل ينظر ويقول : لا أراه .
واجتمع الناس ليلة لرؤيته فكانوا يحدقون في الأفق ولا يرون
شيئا فصاح رجل من بينهم لقد رأيته ! لقد رأيته ! فتعجب الناس
من قوة إبصاره وهتفوا : كيف أمكنك أن تراه دوننا فطرب الرجل
لهذا الثناء وصاح وهذا هلال آخر بجواره ! فضحك الحاضرون منه .
وصعد الناس ليلة لرؤيته فلم يروه فلما هموا بالانصراف رآه
صبي وأرشدهم إليه فقال له أحدهم : بشر أمك بالجوع المضني .
وخرج الناس بالبصرة يوما لرؤيته فرآه واحد منهم ولم يزل
يومئ إليه حتى رآه الناس معه فلما كان هلال الفطر جاء
( الجماز ) صاحب النوادر إلى ذلك الرجل وقال له : قم أخرجنا
مما أدخلتنا فيه..
وفي عهد السلطان محمد الناصر بن قلاوون جاء رمضان
شتاء وكانت السماء مغيمة فلم تثبت رؤية الهلال رسميا
فأجمع الناس على عدم الصيام ولكن حدث أن زوجة مفتي
البلد كانت تتراءى الهلال من فوق سطح منزلها – وكانت حديدة
البصر – فرأته من خلال السحاب ! فأخبرت زوجها بذلك فصدقها
وذهب إلى السلطان فقص عليه القصة فاستدعاها السلطان
وأحلفها اليمين فصدقها الحضور وأعلنت رؤية هلال
رمضان رسميا من جديد وصام الناس ! وقد وظفت هذه
المرأة بعد ذلك شاهدة لرؤية الهلال رسميا ولم يحدث قبل
هذه السيدة ولا بعدها أن فازت سيدة بمثل هذا التقدير
حتى أصبحت تقوم مقام المناظير المعظمة..
منقــــول لرسم البسمة على شفاهكم
وكل عام وأنتم بخير