السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تخيل لو عرض عليك شخص ما مبلغ عشرة آلاف ريال مقابل أن تعصي الله تعالى !!
مثلا : طلب منك شرب الخمر !!
ما هو شعورك وردة فعلك ؟!
سوف ترفض وتغضب ..وهذا طبيعي !!
ولكن لماذا سوف ترفض ؟!
الناس يختلفون ..
منهم سبب رفضه من أجل الله تعالى ..
جميل !!
ومنهم سيرفض لأنه لا يحب الخمر !! ولا توافق هواه !!
طبعا :
هناك اختلاف جذري بين الشخصيتين !!
الأول : رفض شرب الخمر من أجل الله تعالى !!
والثاني : رفض شرب الخمر لأنه لا يحبها ..ولا توافق هواه !!
من خلال الطرح السابق الذي أرغب في توضيحه ...
أننا مسلمون ..ونعلم الحلال والحرام !!
والبعض فينا يترك معصية الله تعالى من أجل الله تعالى ..والآخر يتركها من كونها لا توافق هواه !!
فأيهما حريص على رضا الله تعالى ؟؟!!
وأقرب مثال على ذلك ..
قضية الصور الرمزية والتواقيع الشخصية ..
البعض ..وضع له صورة رمزية وتوقيع ..ولكن في غير معصية الله تعالى ..
وضع صورة لوردة ..سيارة ..منظر طبيعي ...سماء ..غيوم ..إلخ
والبعض الآخر ..وضع توقيعه أو وضعت توقيعها في معصية الله تعالى ..امرأة .. متبرجة ...مثيرة ..
وقد تكون شبه عارية ..وتفننوا في ذلك ..
والأدهى أن تلك الصورة الرمزية أو التوقيع ..قد يكون لامرأة كافرة ..أو داعرة ..أو زانية ..أو ......إلخ ..( وسامحوني على قسوتي لكن ذلك لنعلم شناعة الأمر وقبحه )
لم يستطيع أو تستطيع ترك تلك تلك المعصية لأن ذلك ( الصورة رمزية والتوقيع) يوافق هواه
وتوافق هواها !!
مع علمهم بحرمة ذلك !! وأن ذلك قد تسبب بتراكم السيئات عليهم يوميا بل وكل ساعة ..بل وكل دقيقة !!
بحكم من يشاهد تلك المحرمات أو ينسخها وينشرها في بحور النت !!
الذي أرغب في الوصول إليه :
أن المسلم والمسلمة ..هو ذلك الإنسان الذي يقف عند حدود الله جل جلاله ..
أي : ما أحله الله تعالى أحله ..وما حرمه الله تعالى حرمه !!
وليست المسألة مسألة هوى !!
ما وافق هوانا فعلناه ..وما خالفه تركناه !!
أي إيمان وأي حب لله تعالى نزعمه ..وهذا حالنا !!
المسألة أعظم من ذلك !!
وهو تعظيم الله جل جلاله ..وتعظيم أوامره !!
وأن نخضع هوانا وحياتنا وجميع شؤوننا لله تعالى !!
هنا يتميز المسلم الصادق والمسلمة الصادقة مع الله تعالى !!
أن نقدم مرضاة الله تعالى على مرضاتنا وأهوائنا !!
حتى نفوز برضا الله جل جلاله ...وجناته ...
وهناك أسئلة أطرحها للنقاش ...آمل منكم التكرم بالتعاون معي والإجابة عليها ..
س1 . لماذا الشاب أو الفتاة يضع صور رمزية أو تواقيع مخالفة لديننا الحنيف ؟
س2 . هل يتوب الله تعالى على من تاب أو تابت من تلك الصور والتواقيع وحذفاها ؟
س3 . ما هو واجبنا تجاه من وضع تلك المخالفات ؟
س4 . هل تلك الصور المخالفة تزيد في رصيدنا من الحسنات أم رصيدنا في السيئات ؟
س5 . هل تحب أن توافيك منيتك وأنت قد وضعت تلك الصور المخالفة ؟
س6 . هل عزم أو عزمت من هذه اللحظة على حذف ما يغضب الله تعالى
من أجل الله تعالى ولكي تنال رضاه وجنته ؟
وقبل الختام أترككم مع هاتين الآيتين الكريمتين لنتدبرها جميعا أنا وأنتم ..ونتعرف على تفسيرها من خلال التفاسير المعتمدة والصحيحة لدى أهل السنة :
قال الله جل جلاله : (( ثُمَّ أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)
وقال الله سبحانه وتعالى : (( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)
لكم حرية الملكية والنقل والنشر بأسمائكم إلى جميع المواقع والمنتديات ..
وجزاكم الله تعالى الجنة على ذلك ..