المسجد والمركز الإسلامي بسيول:
في سنة 1387هـ - 1967م اعترفت وزارة الإرشاد الكوري بالاتحاد الإسلامي بكوريا، وتبرع رئيس جمهورية كوريا آنذاك بمساحة تقدر بخمسة آلاف متر مربع لإقامة المسجد الإسلامي الرئيسي والمركز الإسلامي بسيول، ووضع الحجر الأساسي لهذا المشروع في سنة 1391هـ - 1971م، وفي نفس العام ذهب وفد من مسلمي كوريا الجنوبية لمقابلة المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود أثناء زيارته لليابان، فدعم الأقلية المسلمة ماديًّا، وفي سنة 1392هـ - 1972م تشكلت لجنة من الاتحاد الإسلامي الكوري لبناء المسجد والمركز الإسلامي بكوريا، وبعد عام قام رئيس الاتحاد الإسلامي بكوريا بزيارة للدول العربية لدعم المشروع الإسلامي، فزار المملكة العربية السعودية، ، وأبو ظبي، والمغرب ، وفي سنة 1394هـ - 1974م احتفل بإتمام بناء المركز الإسلامي بسيول وحضر الاحتفال وفود من بعض الدول الإسلامية والعربية، وبعد عام احتفل بإتمام بناء المسجد الإسلامي الملحق بالمركز في سيول، وحضر الاحتفال 51 مندوبًا من 19 دولة إسلامية، وفي سنة 1401هـ - 1981م افتتح المجلس الإسلامي الكوري مسجدين في مدينتي (بوسان) و(كوانجو). ولقد وصل عدد المساجد في كوريا الجنوبية إلى 8 مساجد.
مؤتمر الأقليات المسلمة بسيول:
في سنة 1396هـ - 1976م عقد مؤتمر الأقليات المسلمة بسيول، واتخذ المركز الإسلامي مقرًّا له، وافتتح معهد اللغة العربية في نفس العام بالمركز الإسلامي بسيول، وصدر أول كتاب عن المركز الإسلامي الكوري بعنوان "كيف تكون مسلمًا؟"، ثم تكونت أول جمعية إسلامية خيرية بكوريا، وأسس الاتحاد الإسلامي الكوري مسجدًا صغيرا في مدينة "بوسان"، حيث يوجد أكثر من ثلاثمائة مسلم، ونشط المركز الإسلامي الكوري في إصدار عدة كتيبات عن الإسلام باللغة الكورية، وفي سنة 1397هـ - 1977م زار وفد سعودي كويتي مسلمي كوريا، واقترح بناء مدرسة إسلامية لتعليم أبناء المسلمين الكوريين،
التوزيع الجغرافي للمسلمين في كوريا:
وصل عدد المسلمين في كوريا في سنة 1405هـ - 1985م حوالي 50000 مسلم ينتشرون في ثلاث مناطق، في سيول، وفي مدينة بوسان، وفي بلدة كوانجو وفي بلدة وانجو، وفي خارج كوريا حوالي 7350 مسلما منهم 5050 مسلما في المملكة العربية السعودية، و400 مسلم في بلاد إسلامية أخرى، وتكتسب الدعوة الإسلامية المزيد من الكوريين، فعدد المسلمين في نماء مستمر، ذلك أن الغالبية العظمى من سكان كوريا الجنوبية يعتنقون البوذية، وإذا ما نظمت الدعوة الإسلامية بكوريا ودعمت فسوف يتضاعف عدد المسلمين سريعًا، وفي الوقت الراهن يقدر عدد المسلمين في كوريا الجنوبية بحوالي 57.000 نسمة.
الوضع الراهن للمسلمين بكوريا:
الوضع التعليمي والاقتصادي للمسلمين في كوريا جيد، فحوالي 40 % حصلوا على التعليم العام في كوريا، ففي عينة إحصائية قام بها الاتحاد الإسلامي الكوري في سنة 1401هـ - 1981م وشملت 1132 عضوًا كانت نتيجتها 250 طالبًا في المرحلة الابتدائية، و149 طالبًا في المرحلة المتوسطة، 947 في المدارس العليا، و392 طالبًا بالجامعة، وكان مجموع الملتحقين بالتعليم 1076، أما التعليم الإسلامي فيتركز الآن في مدرسة إسلامية ملحقة بالمركز الإسلامي في سيول، ولا تزال هذه المدرسة في مرحلة أولية، وهناك حوالي 100 طالب كوري مسلم يدرسون في البلاد الإسلامية منهم 11 طالبًا بالمملكة العربية السعودية، و10 طلاب في مصر، و9 طلاب في ليبيا، و20 في المغرب، و4 في قطر، و20 طالبًا في الباكستان، و13 طالبًا في ماليزيا، و6 طلاب في إندونيسيا، وهناك مشروع إقامة جامعة إسلامية بكوريا، كركيزة للعمل الإسلامي بكوريا، ويشرف على هذا المشروع الاتحاد الإسلامي الكوري، وجدير بالذكر أن البعثات التنصيرية المسيحية لها نشاط تعليمي في كوريا، فلديها المدارس الابتدائية والمتوسطة وكذلك الكليات، والمدارس الفنية، لهذا يجتهد الاتحاد الإسلامي الكوري في محاولة تنفيذ مشروع الجامعة الإسلامية بسيول، لتحصين الشباب المسلم بالثقافة الإسلامية، كذلك الإسهام في نشر الدعوة الإسلامية، ولقد خصصت الحكومة الكورية 430.000 متر مربع بجوار مدينة سيول لمشروع الجامعة الإسلامية، وتم هذا في سنة 1400هـ - 1980م، وقد قدر الاتحاد الإسلامي تكاليف المشروع بمبلغ 29 مليون دولار، وحدد المرحلة النهائية لهذا المشروع في سنة 1404هـ - 1984م، ولكن المبلغ الذي جمع حتى سنة 1400هـ - 1980م لمشروع الجامعة لم يتجاوز 4 ملايين من الدولارات، ويمول البنك الإسلامي مشروع بناء مدرسة ثانوية بكوريا.
أما الوضع الاقتصادي للمسلمين الكوريين فجيد بصفة عامة، يتضح هذا من عينة إحصائية قام بها الاتحاد الإسلامي الكوري شملت 1076 عضوا، ودخول المسلمين بكوريا عالية ووضعهم الاقتصادي جيد.
متطلبات العمل الإسلامي بكوريا:
ينبغي ملاحظة ما يلي لدعم الدعوة الإسلامية في كوريا:
1- الحاجة إلى ترجمة بعض الكتب الإسلامية تضاف إلى ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الكورية، وإعادة تنقيح وطبع ترجمة معاني القرآن الكريم.
2- دعم جمعية الطلاب المسلمين، وتوظيف الطلاب المسلمين الكوريين المبعوثين إلى الجامعات الإسلامية في الدعوة.
3- استغلال حرية الدعوة إلى الدين في كوريا وتدعيم الدعوة الإسلامية ووضع إستراتيجية مدروسة عن طبيعة الشعب الكوري.
4- وضع منهج دراسي للطلاب المسلمين الكوريين يتناسب مع كل مرحلة.
5- تصحيح الشبهات التي روجها أعداء الإسلام في ذهن الشباب الكوري، ورفع مستوى القائمين على الدعوة ثقافيا.
6- توحيد جهود المساهمات التي تقدمها الهيئات الإسلامية للمسلمين الكوريين.
الهيئات الإسلامية بكوريا:
تم تنصيب أول إمام بكوريا في اجتماع عقد بمدينة سيول في سنة 1375هـ - 1955م، وتكونت أول جمعية إسلامية في كوريا في نفس العام السابق، وظلت تعمل حتى سنة 1386هـ - 1966م، وحل محلها الاتحاد الإسلامي الكوري في العام المذكور، واعترفت به وزارة الثقافة والإرشاد الكورية في سنة 1387هـ - 1967م، منذ هذا التاريخ والاتحاد الإسلامي الكوري ينشط في الدعوة ورعاية شئون المسلمين الكوريين، وللاتحاد الإسلامي الكوري فرع بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، أنشئ في سنة 1398هـ - 1978م، وله فرع آخر بالكويت، ونتيجة لجهود المسلمين بكوريا اعتنقت الإسلام قرية سانقيونج وتبعد عن مدينة سيول بحوالي 100 كيلومتر، وإلى جانب الاتحاد الإسلامي الكوري توجد الجمعية الخيرية الإسلامية، والمنظمة الطلابية الكورية الإسلامية، وهناك لجنة متفرعة عن الاتحاد تشرف على معهد اللغة العربية، ومن مشاريع الاتحاد الإسلامي الكوري في المستقبل إنشاء مستشفى، ومدرسة فنية، ومصنع، ولهذا نجد للاتحاد الإسلامي الكوري مخططات طموحة منها مشروع إعادة طبع ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الكورية، والتي ترجمها الدكتور حامد شوي.
وفي منتصف عام 1400هـ - 1980م احتفل الاتحاد الإسلامي الكوري بمرور 25 عاما على دخول الإسلام إلى كوريا الجنوبية، وأصدر بهذه المناسبة كتيبا باللغات العربية، والإنجليزية والتركية، ولقد أسس الاتحاد الإسلامي الكوري العديد من الهيئات الإسلامية منها:
1- هيئة الدعوة.
2- اللجنة الشرعية للإنماء.
3- جمعية الشبان المسلمين.
4- جمعية الطلاب المسلمين.