Hoshimiya Ichigo النآئــبهۃ آلجَميلهه ~♥
مسآهمـآتــيً $ : : 1078 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 19/06/2014
| موضوع: رواية رغد الجزء 7 الأحد يونيو 22, 2014 12:11 pm | |
| الحلقةالثالثة*******
أشياء ثلاثة تشغل تفكيري و تقلقني كثيرا في الوقت الراهن
دراستي و امتحاناتي ، رغد الصغيرة ، و الأوضاع السياسية المتدهورة في بلدتنا و التي تنذر بحرب موشكة !
إنه يوم الأربعاء ، لم أذهب للمدرسة لأن والدتي كانت متوعكة قليلا في الصباح و آثرت البقاء إلى جانبها .
إنها بحالة جيدة الآن فلا تقلقوا
كنت أجلس على الكرسي الخشبي خلف مكتبي الصغير ، و مجموعة من كتبي و دفاتري مفتوحة و مبعثرة فوق المكتب .
لقد قضيت ساعات طويلة و أنا أدرس هذا اليوم ، إلا أن الأمور الثلاثة لم تبرح رأسي
الدراسة ، أمر بيدي و أستطيع السيطرة عليه ، فها أنا أدرس بجد
أوضاع البلد السياسية هي أمر ليس بيدي و لا يمكنني أنا فعل أي شيء حياله !
أما رغد الصغيرة ...
فهي بين يدي ... و لا أملك السيطرة على أموري معها !
و آه من رغد !
يبدو أن التفكير العميق في ( بعض الأشياء ) يجعلها تقفز من رأسك و تظهر أمام عينيك !
هذا ما حصل عندما طرق الباب ثم فتح بسرعة قبل أن أعطى الفرصة المفروضة للرد على الطارق و السماح له بالدخول من عدمه !
" وليـــد وليـــــــــد و ليـــــــــــــــــــــــــد ! "
قفزت رغد فجأة كالطائر من مدخل الغرفة إلى أمام مكتبي مباشرة و هي تناديني و تتحدث بسرعة فيما تمد بيدها التي تحمل أحد كتبها الدراسية نحوي !
" وليد علّمتنا المعلمة كيف نصنع صندوق الأماني هيا ساعدني لأصنع واحدا كبيرا يكفي لكل أمنياتي بسرعة ! "
إنني لم أستوعب شيئا فقد كانت هذه الفتاة في رأسي قبل ثوان و كانت تلعب مع سامر على ما أذكر !
نظرت إليها و ابتسمت و أنا في عجب من أمرها !
" رويدك صغيرتي ! مهلا مهلا ! متى عدت ِ من المدرسة ؟ "
أجابتني على عجل و هي تمد يدها و تمسك بيدي تريد مني النهوض :
" عدت الآن ، أنظر وليد الطريقة في هذه الصفحة هيا اصنع لي صندوقا كبيرا ! "
تناولت الكتاب من يدها و ألقيت نظرة !
إنه درس يعلم الأطفال كيفية صنع مجسم أسطواني الشكل من الورق ! و صغيرتي هذه جاءتني مندفعة كالصاروخ تريد مني صنع واحد ! تأملتها و ابتسمت ! و بما إنني أعرفها جيدا فأنا متأكد من أنها سوف لن تهدأ حتى أنفذ أوامرها !
قلت :
" حسنا سيدتي الصغيرة ! سأبحث بين أشيائي عن ورق قوي يصلح لهذا ! "
بعد نصف ساعة ، كان أمامنا أسطوانة جميلة مزينة بالطوابع الملصقة ، ذات فتحة علوية تسمح للنقود المعدنية ، و النقود الورقية ، و الأماني الورقية كذلك بالدخول !
رغد طارت فرحا بهذا الإنجاز العظيم ! و أخذت العلبة الأسطوانية و جرت مسرعة نحو الباب !
" إلى أين ؟؟ "
سألتها ، فأجابتني دون أن تتوقف أو تلتفت إلي :
" سأريها سامر ! "
و انصرفت ...
اللحظات السعيدة التي قضيتها قبل قليل مع الطفلة و نحن نصنع العلبة ، و نلصق الطوابع ، و نضحك بمرح قد انتهت ...
أي نوع من الجنون هذا الذي يجعلني أعتقد و أتصرف على أساس أن هذه الطفلة هي شيء يخصني ؟؟ كم أنا سخيف !
انتظرت عودتها ، لكنها لم تعد ... لابد أنها لهت مع سامر و نسيتني ! نسيت حتى أن تقول لي ( شكرا ) ! أو أن تغلق الباب !
غير مهم ! سأطرد هذا التفكير المزعج عن مخيلتي و أتفرغ لكتبي ... أو حتى ... لقضايا البلد السياسة فهذا أكثر جدوى !
بعد ساعة ، عادت رغد ... كان الصندوق لا يزال في يدها ، و في يدها الأخرى قلما .
اقتربت مني و قالت :" وليد ... أكتب كلمة ( صندوق الأماني ) على الصندوق ! "تناولت الصندوق و القلم و كتبت الكلمة ، و أعدتهما إليها دون أي تعليق أو حتى ابتسامة هل انتهينا ؟صرفت ُ نظري عنها إلى الكتاب الماثل أمامي فوق المكتب ، منتظرا أن تنصرف يجب أن تنتبه إلى أنها لم تشكرني ! " وليد ... "رفعت ُ بصري إليها ببطء ، كانت تبتسم ، و قد تورّد خداها قليلا ! لابد أنها أدركت أنها لم تشكرني !قلت ُ بنبرة جافة إلى حد ما :" ماذا الآن ؟ "" هل لا أعطيتني ورقة صغيرة ؟ "يبدو أن فكرة شكري لا تخطر ببالها أصلا ! تناولت مفكرتي الصغيرة الموضوعة على المكتب ، و انتزعت منها ورقة بيضاء ، و سلمتها إلى رغدأخذتها الصغيرة و قالت بسرعة :" شكرا ! "ثم ابتعدت ...ظننتها ستخرج إلا أنها توجهت نحو سريري ، جلست فوقه ، و على المنضدة المجاورة و ضعت ( الصندوق ) و الورقة ... و همّت بالكتابة !أجبرت عيني ّ على العودة إلى الكتاب المهجور ... لكن تفكيري ظل مربوطا عند تلك المنضدة !" وليد ... "مرة أخرى نادتني فأطلقت سراح نظري إليها ..." نعم ؟"سألتني :" كيف أكتب كلمة ( عندما ) " ؟نظرت ُ من حولي باحثا عن ( اللوح ) الصغير الذي أعلم رغد كيفية كتابة الكلمات عليه ، فوجدته موضوعا على أحد أرفف المكتبة ، فهممت بالنهوض لإحضاره ألا أن رغد قفزت بسرعة و أحضرته إلي قبل أن أتحرك !أخذته منها ، و كتبت بالقلم الخاص باللوح كلمة ( عندما ) .تأملتها رغد ثم عادت إلى المنضدة ... بعد ثوان ، رفعت رأسها إلي ..." وليد ! "" نعم صغيرتي ؟ "" كيف أكتب كلمة ( أكبُر ) ؟ "كتبت الكلمة بخط كبير على اللوح ، و رفعته لتنظر إليه .ثوان أخرى ثم عادت تسألني :" وليد ! "ابتسمت ! فطريقتها في نطق اسمي و مناداتي بين لحظة و أخرى تدفع إي كان للابتسام !" ماذا أميرتي ؟ "" كيف أكتب كلمة ( سوف ) " ؟؟كتبت الكلمة و أريتها إياها ، صغيرتي كانت مؤخرا فقط قد بدأت بتعلم كتابة الكلمات بحروف متشابكة ، و لا تعرف منها إلا القليل ...بقيت أراقبها و أتأملها بسرور و عطف !كم هي بريئة و بسيطة و عفوية !يا لها من طفلة !رفعت رأسها فوجدتني أنظر إليها فسألت مباشرة :" كيف أكتب كلمة ( أتزوج ) ؟ "فجأة ، أفقت من نشوة التأمل البريء ...هناك كلمة غريبة دخيلة وصلت إلى أذني ّ في غير مكانها !حدقت في رغد باهتمام ، و اندهاش ...هل قالت ( أتزوج ) ؟؟أتزوج !ألا تلاحظون أنها كلمة ( كبيرة ) بعض الشيء ! بل كبيرة جدا ! سألتها لأتأكد :" ماذا رغد ؟؟ "قالت و بمنتهى البساطة :" أتزوج ! كيف أكتبها ؟؟ "أنا مندهش و متفاجيء ... و هي تنظر إلي منتظرة أن أكتب الكلمة على لوحها الصغير ...أمسكت بالقلم بتردد و شرود ... و كتبت الكلمة ( الكبيرة ) ببطء ، ثم عرضتها عليها فأخذت تكتبها حرفا حرفا ...انتهت من الكتابة ، فوضعت اللوح على مكتبي ، في انتظار الكلمة التالية ...انتظرت ...و أنتظرت ...لكنها لم تتكلم لم تسألني عن أي شيءرأيتها تطوي الورقة الصغيرة ، ثم تدخلها عبر الفتحة داخل صندوق الأماني !( عندما أكبر سوف أتزوج ((.... )) ؟؟؟ )الاسم الذي تلا كلمة أتزوج هو اسم تعرف رغد كيف تكتبه !كأي اسم من أسماء أفراد عائلتنا أو صديقاتها ...كـ وليد ، أو سامر ، أو أي رجل !رغد الصغيرة !ما الذي تفعلينه !؟؟الآن ، هي قادمة نحوي ...و الصندوق في يدها ..." وليد اكتب أمنيتك ! "" ماذا صغيرتي ؟؟ " | |
|