عندما ينظر أحدنا إلى السماء من فوقه فإنه يلاحظ أن أكبر جرمين ظاهرين بوضوح للعيان هما الشمس و القمر ، و لا تحتاج رؤية الشمس أية صعوبة ، و رؤيتها بدهية جدا لدرجة أن العرب يقولون لشيء واضح أنه أوضح من الشمس في وضح النهار و ذلك من قبيل المبالغة إذ لا شيء أوضح من الشمس في وضح النهار ، و كذلك فإن رؤية القمر سهلة كذلك ما عدا ثلاثة أيام من الشهر فإنها تكون صعبة و هذه الثلاثة أيام إما أن يكون فيها رفيعا جداً أو مختفياً تماماً فإنه لا يمكن رؤيته .
الشمس و القمر متشاركان في كونهما جرمان واضحان للعيان و آيتان من آيات الله سبحانه و تعالى في الخلق و أنهما وسيلتان لمعرفة الليل و النهار و الحساب ، و فيما عدا ذلك فإنهما مختلفان من حيث التركيب و الحجم و الحركات بشكل و غير ذلك الكثير.
الشمس عبارة عن جرم مضيء بذاته و ذلك بسبب أنها مكونة من الهيدروجين و الهيليوم و هي منذ خلقها في حالة توهج دائم ناتج عن إندماج نووي هائل مستمر ، بحيث تندمج ذرتين من الهيدروجين مكونتين ذرة عنصر الهيليوم و ينتج عن ذلك خسران في الكتلة يتحول إلى طاقة هائلة وفق قانون أينشتين لتكافؤ الكتلة و الطاقة إضافة لإنبعاث الضوء الذاتي ، أما القمر فهو جرم غير مضيء بذاته و إنما يعكس ضوء الشمس الساقط عليه .
الشمس أكبر من الأرض بمئات آلاف المرات ، اما القمر فإنه أصغر من الأرض بكثير ، اما التقارب الظاهري فالحجم بينها فناتج عن قرب القمر جداً منا مقارنة ببعد الشمس الهائل .
القمر يدور حول الأرض و لكن الشمس لا تدور حول الأرض و إنما الأرض هي التي تدور حول الشمس ( هذا ما هو عليه السواد الأعظم من العلماء على الرغم من وجود تشكيك يظهر من فترة لأخرى حول تلك الحركات ، ولا سبيل أكيد 100% لمعرفة الحقيقة ، لأن الحركة نسبية و لكن نظرية دوران القمر حول الأرض و دوران الأرض حول الشمس هي وحدها القادرة على تفسير ما يزيد عن 99% من الظواهر الفلكية ).