1- التعـريف بـ "بـنو زيـان ":
الزيانيون أو بنو زيان ، بنو عبد الواد : هم سلالة بربرية حكمت في غرب الجزائر في الفترة الممتدة ما بين ( 1230-1554 ) و يرجع أصلهم – بنو عبد الواد أو بنو زيان – إلى قبيلة زناتة البربرية التي استقرت شمال الصحراء الكبرى ثم هاجرت في حدود القرن الحادي عشر إلى شمال أفريقيا أين أصبحوا من أنصار الموحدين . فنقلت إليهم الدولة الموحدية إدارة مدينة تلمسان ، وبعد سقوط الدولة الموحدية استقل أبو يحيى يغمراسن بن زيان بالحكم لمدة 47 سنة تمكـن خـلالها مـن وضـع قواعـد و أسـس لدولـة قويـة.سـواء في عهـده أو مـن بعـده.
العـوامل المساعـدة علـى قيـام الدولـة الـزيانيـة .
1 - عـلاقاتهـا بالموحـدين :
كان الموحدون في السنوات الأولى لتأسيس دولتهم ، محتاجين إلى تكثل القبائل معهم ضد المرابطين في المغرب و الطنجانيين شرق الجزائر و تونس ، و كانت قبيلة بني زيان و خاصة منهم بنو عبد الواد ( آل زيان ) قد قدموا خدمات جليلة للسلطـة النـاشئـة ، فساعدوا الموحدين على الوصول إلى الحكم فاعترف الموحدون بخدماتهم و قدموا لهم أرض واسعة في الغرب الجزائري و جعلوهم من ولاتهم المخلصين ، فدانت لهم القبيلة بالولاء إلى أن أخذ نفوذ الموحدين يتضاءل فانتهز تلك الفرصة " جابر ابن يوسف " و أسس دولة بني عبد الواد التي أعلنت استقـلالها في تلمسـان عن سلطـة الموحـدين سنـة : 1235 علـى يـد " يغمـراسن " .
2- سياستهـا الداخليـة و الخارجـة :
كان وضع دولة بني زيان عند ظهورها خطرا للغاية ، لأنها ظهرت وسط قوتين هما : المارينيون في الغرب و الحفصيون في الشرق ، كما كانت تزاحمها في نفس الوقت عدة قبائل محلية ، لذلك كان لزاما عليها أن تحافظ على التوازن بين مختلف القوى . فحالفت أحيانا الحفصيين ضد المارنيين و أحيانا أخرى المارنيين ضد الحفصيين ، غير أن بني زيان كان نجاحهم في سياستهم الداخلية أكثر ، إذ قربوا إليهم بعض رؤساء القبائل و اتخذوهم حلفاء ضد القبائل الثائرة على سلطتهم . و بهذه السياسة نجوا في توطيد دعائم دولتهم ،فما إن أعلن الحفصيون استقلالهم في تونس حتى أعلن بنو زيان استقـلالهم فـي تلمسـان .
3- مـوقعها الاستـراتيجـي :
كان للمدينة التي نشأت فيها الدولة الزيانية موقع حصين ،كثيرا ما وقاها شر الغزاة و حال بينهم و بين احتلالها ، إضافة إلى ذلك قربها من مدينة مراكش المغربية ، الذي ساعدها كثيرا على نقل ميدان المعركة إلى التراب المراكشي بدلا من الجزائري كما حدث في عهد يغمراسن . إذ نقل ميدان المعركة إلى جنوب وجـدة ، وحقـق انتصـارا عظيمـا عـلى جيـش المـوحـدين .
تأسيس الدولة الزيانية:
بعد موقعة حصن العقاب سنة : 1212 دب الضعف في الدولة الموحدية ، فظهرت ثلاث قوى تتنافس على السلطة ، و كل منها تعمل على تدعيم استقلالها ، فوضع المغرب العربي تحت سلطتها باعتبارها وريثة الموحدين ، و انقسمت إلى : بني مرين في المغرب و بني زيان في الوسط و بني حفص في الشرق . و دارت بين هذه المماليك عدة حروب كانت الجزائر ساحة لها في أغلب الأحيان . نظرا لموقعها بين الدولتين ، و في تلك الفترة سعى " جابر ابن يوسف " لدى الحكومة الموحدية حتى تتنازل له عن إمارة- تلمسان- ، وتحقق له ذلك سنة : 1230 ، و ما إن جاءت سنة : 1235 حتى أعلن يغمراسن استقلاله التام عن الموحدين . و أخذ يدعم و يعزز استقلاله بالمحافظـة علـى الوحـدة الداخليـة و كـذلك فعـل أتباعـه مـن بعـده .
1- حـدود الدولـة الـزيانيـة :
كما سبق و أن ذكرنا فإن "بنو زيان "ينتمون إلى قبيلة " عبد الواد " أحد فروع قبيلة " زناتة "،و كانوا يعيشون على الرعي في موطنهم الممتد من جبال " سعيدة " إلى " وادي " ملوية " ، و في عهد الموحدين استقروا بـ " تلمسان " حيث أصبح " جابر ابن يوسف " أميرا عليها سنة : 1230 ، ثم آلت الزعامة إلى البطل يغمراسن بن زيان بن ثابت الذي أعلن استقلاله بإمارته على " تلمسان " سنة : 1235 و بالتالي أصبحت الجزائر تحت حكم " بنـو عبـد الـواد " و كـانت عـاصمتهـا " تـلمسـان " .